وفيما لا جديد بنظر المراقبين في معطيات متداولة كهذه بالنسبة لليمنيين فإن ما يؤرق الغالبية العظمى منهم، يرتبط بعدم قدرة التحالف السعودي الإماراتي حتى الآن في إنهاء النفوذ العسكري للحوثيين الذين يعملون لحساب الأجندة الإيرانية وينفذون مخططاتها كما يؤكد على ذلك المسؤولون السعوديون مراراً وتكراراً.
لكن أكثر ما لفت الانتباه في تصريحات السفير آل جابر روايته المبتورة بشأن الوصول السهل للحوثيين إلى صنعاء، حين بدا جازماً "أن الصراعات بين الأطراف اليمنية، التي كانت تحكم اليمن، كانت سبباً في تسهيل سيطرة الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران على صنعاء.
الرواية تلك أخرجت الأزمة اليمنية في تلك المرحلة عن سياقها الإقليمي وعن التدخل المؤثر لدول مثل السعودية والإمارات وأمريكا في توجيه مسار تلك الأزمة لتنتهي بسقوط صنعاء بيد الانقلابيين وفقاً للمراقبين.
الانتشار العسكري الواسع للسعودية في محافظة المهرة الواقعة إلى الجنوب الشرقي لليمن، كان له ما يبرره لدى سفيرها في اليمن، بكون المحافظة ممرا رئيسياً لتهريب المخدرات والسلاح؛ لذا كان من أهداف هذا الانتشار هو مساعدة الحكومة الشرعية في بناء وتدريب قدرات خفر السواحل، وفي مكافحة أعمال التهريب والإرهاب.
تصريحات كهذه تضمن ما يصف المراقبون بادعاءات تذهب حد الجزم بأن محافظة المهرة تخلو من قوات لخفر السواحل أو أي جهة قادرة على ضبط المساحات الشاسعة في المحافظة.
وبقي أن هذه التصريحات لم تأخذ بعين الاعتبار الهبة الكبيرة لأبناء المحافظة ضد الانتشار العسكري السعودي، الذي يرونه تنفيذاً لمخططات تستهدف الاستحواذ على محافظتهم وتحيي مشاريع وتطلعات قديمة للمملكة في الوصول إلى بحر العرب.