ولعل جولة واحدة في العديد من أحياء مدينة إسطنبول، كأحياء منطقة الفاتح أو بيلوك دوزو، تجعلك تشعر بأنك تسير في أحد أحياء العاصمة اليمنية صنعاء، أو المدن التاريخية العريقة كتعز ومأرب.
التفنن في طهي الطعام اليمني، أعطت له رواجا إقليميا ودولياً، ومؤخراً في بداية عام 2014، بدأت المطاعم اليمنية تنتشر بشكل واسع في مدينة إسطنبول التركية، لاسيما بعد ارتفاع أعداد الجالية اليمنية في تركيا خلال الآونة الأخيرة.
** إقبال واسع
ويوميا، تلقى المطاعم اليمنية إقبالاً واسعاً من الجاليات العربية، والمواطنين الأتراك، وغيرهم من السياح.
كما وتدفع التصاميم المعمارية الفريدة في المطاعم اليمنية بتركيا، الزائرين إلى زيارتها، حيث يتم تصميم المطاعم وفق طراز معماري يمني مميز، كباب اليمن وعرش مملكة سبأ، تدفعك للولوج عبر رحلة ممتعة مع الأكلات الأكثر شهرةً بالشرق الأوسط على الإطلاق.
وتقوم المطاعم اليمنية، بتقديم مختلف الأكلات الشعبية، كالمندي والحنيذ والمضغوط والمقلقل والعقدة والزربيان العدني (طرق مختلفة لطهي اللحم والدجاج مع الأرز) والخبز الملوح وفتة العسل والقشطة، إضافة إلى العديد من الحلويات اليمنية المتنوعة.
وبحسب الزائرين، فإن من أكثر ما يميز المطبخ اليمني عن غيره من المطاعم الشرقية، هو تنوع وكثرة التوابل التي تستمد من النباتات كالبذور والثمرات والأوراق واللحاء والجذور، ويتم إضافتها إلى الطعام، حيث تعطي نكهة مميزة للأطعمة اليمنية.
ويتواجد في مدينة إسطنبول، نحو 9 مطاعم يمنية، يبلغ عمر أقدمها 5 أعوام فقط، ومن أشهرها، سلسلة مطاعم حضرموت اليمن، والمطعم اليمني، وسلسة مطاعم باب اليمن.
** الطبق الأشهر
ويعتبر طبق "المندي"، المصنوع من اللحم والأرز، بطريقة يمنية خاصة، سيد المائدة اليمنية، وهو طبق تقليدي حضرمي، اشتهر به أهل محافظة حضرموت (شرقي اليمن)
وبعد زيارته مطعم باب اليمن بمنطقة يوسف باشا في اسطنبول، أبدى السائح اليمني، محمد حبوش، رضاه عن ما تناوله من وجبات يمنية في المطعم أشعرته وكأنه يأكل في اليمن.
وأثنى حبوش في حديثه للأناضول، على جودة ما يقدم من أطعمة يمنية، وتنوعها بشكل يلبي مختلف الأذواق.
بدوره، أبدى سرجار طوقات (تركي)، إعجابه بأصناف الأطعمة اليمنية، سواء ما يقدم على مائدة الإفطار أو الغداء، لافتا إلى أنها لا تقل جودة عن أصناف الطعام التركي.
وأثناء زيارته لمطعم حضرموت بمنطقة "أقصراي"، قال طوقات للأناضول، إن أكثر ما يميز المطبخ اليمني عن غيره هو تنوع البهارات المستخدمة وكثرتها في الطعام، ما يضفي مذاقا خاصا لأطعمته.
** تنوع القاصدين
مدير مطاعم حضرموت اليمن، محمد شمعون، أشار إلى أن الإقبال على المطاعم اليمنية متنوع من جميع الدول العربية، إضافة إلى المواطنين الأتراك، لكن تظل نسبة اليمنيين هي الأكبر بطبيعة الحال، كون هذه المطاعم تقدم الأصناف اليمنية.
ولفت في حديثه للأناضول إلى أن جميع الطهاة لدى سلسلة مطاعمه يمنيون، مشيرا إلى أنه يواجهون "القيليل من الصعوبات" في سبيل توفير مكونات ولوازم الأطعمة اليمنية، كونهم حريصون على أن يكون الطعام المقدم في أقرب صورة لما هو عليه في اليمن.
بينما أبدى محمد العسيري (مقيم سعودي) امتنانه لانتشار المطاعم اليمنية، حيث أنها "ساعدت في تلبية احتياجاتهم كجالية سعودية من المأكولات الخليجية في بلاد الغربة"، مشيرا إلى أنه لا فرق بين المأكولات اليمنية المقدمة في اسطنبول وبين ما يقدم في السعودية.
ويتجاوز عدد أفراد الجالية اليمنية في تركيا 4 آلاف يمني، أكثر من ألف طالب، يتوزعون على 23 محافظة، حسب الأمين العام للجالية اليمنية في تركيا، أمين شغاف.