تفاعل واسع مع تصريح المستشار الإماراتي
اتسمت أغلب الردود العشوائية للناشطين اليمنيين على توتير بالتحدي والاستخفاف بهذا التصريح الذي وصف بالبائخ وغير المنطقي، وقلة فقط من المغردين من حملها على محمل الجد، مطالبين في الوقت ذاته الجهات الرسمية في الحكومة الشرعية والسعودية الرد والتوضيح على التصريحات الخطيرة لـ عبدالخالق.
وحتى اللحظة لا تزال التفاعلات في الإطار الشعبي، وشيء محدود في الإطار المقرب من السلطة، فيما لم يصدر حتى الآن أي تصريح رسمي من الخارجية اليمنية أو من الحكومة أو الرئاسة، ويرى ناشطون أن صمت الشرعية قد اعتاد عليه الشارع اليمني أمام مثل هذه التصريحات الإماراتية المستفزة إلا أنها لم تصل إلى هذا المستوى.
الحائزة على جائزة نوبل للسلام الناشطة "توكل كرمان" قالت على حسابها الرسمي "فيسبوك": "إما يمن موحد ومستقل ومستقر وصاحب سيادة من سقطرى حتى صعدة أو لن يبقى حجر على حجر في إماراتكم الزجاجية ومملكتكم الشائخة.
النائب في البرلمان اليمني عبدالعزيز جباري في منشور له استغرب تغريدة مستشار ولي عهد أبوظبي وقال: على الشعب اليمني وقواه الوطنية والسياسية أن تعي - ما يحظر للبلاد - ولا عذر لأحد بعد اليوم، والشعب اليمني قادر على إفشال أي مؤامرة.
الكبتن السعودي المتقاعد سلطان الطيار قال: "السعودية تؤكد دوما أنها تدعم وحدة اليمن وأنت يا (الحليف الصديق) تدعم تمزيق اليمن، وأشار قائلاً: أسلوبكم هذا يشكك في قيادة السعودية للتحالف ولعل من أسباب تأخر الحسم لعاصفة الحزم هو وجود أهداف (للحلفاء) ليست منسجمة مع أهداف قيادة التحالف.
الاغتيالات عودة على بدء
لا يمكن فصل هذا التصريح المثير للجدل للمستشار الاماراتي بعيداً عن التوجهات المشبوهة للإمارات ككل في اليمن، وذلك منذ دخولها ضمن التحالف العربي أثناء عاصفة الحزم في مارس/ أذار 2015م، وبالتالي: هذا التصعيد الأخير نحو دعم الانفصال جاء بعد الانسحاب الجزئي غير المعلن للإمارات من محافظة مأرب وشبوة والساحل الغربي.
في يونيو/ حزيران 2018م قال موقع (لوب لونج) الأمريكي، إن الإمارات تقاتل في اليمن عبر استخدام مجموعة مدربة على السلاح من المرتزقة، حيث استأجرت في 2011م إيرك برنس لتأسيس عملية تدريب المرتزقة الأجانب وكشف الموقع عن هويته وآخرين شاركوا في عمليات اعدام خارج القانون في مدينة عدن إلى الجنوب من العاصمة صنعاء.
خلال الأسبوع الماضي عادت حدة الاغتيالات بشراسة في عدن والضالع وتعز وحضرموت بعد هدوء نسبي استمر لأكثر من عشرة أشهر، وجاءت هذه الموجة الجديدة بعد تهديدات أطلقها رجل الدين المثير للجدل نائب رئيس المجلس الانتقالي – غير المعترف به – هاني بن بريك رجل الأمارات الأول في اليمن.
التراجع الإماراتي في اليمن
من الملاحظ أن تراجع دور الامارات في اليمن تحقق لصالح القوات "الموازية" التي شكلتها عام 2017م للقتال ضد تنظيمات وأحزاب إسلامية مناوئة لها، ولحفظ مصالحها في الجنوب ككل، وهي إلى جانب هذه التشكيلات خطت خطوات كثيرة نحو تجذير الانفصال وجعله أمراً واقعاً، من خلال الدعم اللامحدود للمجلس الانتقالي ولكل الشخصيات التي تسير في هذا الاتجاه.
ورغم الإعلان عن الانسحاب الجزئي إلا أن الامارات وعبر تصريح "أنور قرقاش" أشار أنها باقية في اليمن وأن الذي جرى هو إعادة انتشار فقط، وسوف تبقى الإمارات لدعم السلام والوقوف إلى جانب اليمن.
ينظر مراقبون إلى أن الانسحاب من اليمن كان خذلاناً للسعودية بصورة مباشرة، وكشفت صحف أمريكية عن محاولة سعودية لإثناء أبوظبي عن مواصلة الانسحاب، وهو ما يفتح الباب واسعاً أمام طبيعة العلاقة بين الدولتين فين حين أن هذا الانسحاب ذاته يؤثر على مسار التحالف من أساسه ويضعه في موقع المسائلة.