تمر الأيام والسنوات وتزداد رقعة المواجهات العسكرية، ويزداد معها عدد النازحون، حيث تسببت الحرب بتشريد مئات الآلاف من السكان ودفعتهم لمغادرة مناطقهم هرباً من جحيم الحرب والمواجهات.
يحكي "محمد" قصة نزوحه وأسرته لموقع "بلقيس" ويقول: "الحرب كل يوم تزداد، و المواطنون المساكين والضعفاء بمحافظة الحديدة والساحل وتهامة هم من يدفعون الثمن.
ويضيف محمد" انتقلنا للعيش في مديرية الزيدية غرب محافظة الحديدة ولا نمتلك شيء، في بعض الأيام لا نأكل إلا وجبة واحدة، وفي هذا المكان نسكن أنا وأربعة من أفراد أسرتي، ولو نزل المطر نجلس و نغتسل فيه و نترك الأطفال فقط يدخلون العشة لأنها صغيرة ولا تكفينا جميعا."
نازحون بلا مساعدات
أما الحاج "عبدالله" والذي كان يسكن في منطقة الحدبة بمديرية بني حسن القريبة من المناطق الحدودية فيحكي قصته: " أنا أب لتسعة أبناء وثلاث بنات، كنت في قرية الحدبة أعمل في رعي الأغنام وزراعة الأرض، ومع الحرب وتوسعها و وصولها إلى قريتنا، التي لم نكن نفكر أن نتركها ولم نتوقع أن تصل الحرب إليها ولكن مع وصولها قررنا ننزح غصباً عنا ".
عبدالله اضطر إلى الهروب بعد أن تساقطت القذائف بالقرب من منزله، وقام طيران التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات بقصف بعض المزارع القريبة منه.
ويضيف : "أخذت أطفالي وزوجتي وذهبت بهم إلى مديرية أسلم، لكن وضع مديرية أسلم حسب قوله لم يناسبه لعدم توفر وسائل العيش".
"نحن من يوم نزحنا إلى اليوم لم يصرف لنا أي مساعدات إنسانية، كل واحد يقول أنتم على فلان" هكذا يتابع عبد الله والذي قال بأنه يسكن في منطقة بين عبس وأسلم وهذا ما يجعل المسؤولين يتنصلون عن واجباتهم تجاه هؤلاء النازحين.
وتعيش أسرة الحاج "عبدالله" على التبرعات ومساعدات يقدمها لهم فاعل خير عبر أحد الوجاهات بالمنطقة، وفي صورة أخرى يعاني الكثير من أبناء المخيم المتوزع على أحدى التلال من الأمراض بسبب شربهم للمياه الملوثة القريبة منهم والتي لا يتوفر لهم مصدر سواها ولعدم توفر وسائل تنقية أو منظمات تقدم لهم مياه شرب نظيفة.
ويعاني الحاج عبدالله من عدم قدرته على الحركة بسبب ألم في ركبته، وكذلك من فتق في أسفل بطنه منعه من الحركة وحمل الأثقال".
90 ألف أسرة نازحة
في معلومة حصل عليها موقع "بلقيس" من تصريح مسؤول يعمل في الهيئة الوطنية لإدارة وتنسيق الشؤون الانسانية ومواجهة الكوارث، حول عدد النازحين في محافظة الحديدة وحجة خلال المرحلة الاخيرة لعمليات الجيش الوطني، فقد بلغت أعدادهم ما يقارب 90 ألف أسرة بمعدل 630 ألف فرد، وهذا خلال الفترة الأخيرة فقط، وأغلب حالات النزوح كانت داخلية.
مضيفاً هناك العديد من المنظمات قدمت الكثير من الجهود والخدمات وتم استيعاب الكثير منهم في مخيمات للنازحين بمختلف المحافظات ومن غادر منهم إلى المدن مثل صنعاء والمحويت وعمران وغيرها تم تسجيل اسماءهم من أجل العمل على المساعدات لهم أينما كانوا.
نازحون بلا أمل
لا تتوقف معاناة النازحين من الحرب في المناطق الساحلية عند فقدان المساكن الأصلية ذات الطابع المتواضع والبحث عن مساكن أخرى آمنة.
يقف أحد المواطنين عاجزاً عن تحديد الوجهة التي سينزح إليها هو وعائلته ويقول:" تعبنا وضاقت الدنيا علينا، تركنا بيوتنا ونزحنا والآن مش عارفين أين نتجه، واختتم حديثه لبلقيس" لدي رغبة بالبكاء" نزلت دموعه وهو يحاول أن يظهر محافظا على كبريائه.
ويعاني النازحون من النقص الشديد في الغذاء والدواء وغياب الرعاية الصحية وانتشار الأمراض بينهم بشكل مخيف، وفي ظل صعوبة الحياة وعدم القدرة على تلبية الاحتياجات البسيطة لهم، دفعت الأوضاع بالكثير من النازحين إلى ممارسة التسول أو العمل في بيع المياه في الشوارع العامة أو تنظيف السيارات لتوفير أبسط الاحتياجات الأساسية.