وفي مهمة كهذه، لم تكن الطريق مفروشةً بالورود فقد عملت القناة ومراسلوها طيلة الفترة الماضية من زمن الحرب في بيئة محفوفة بالمخاطر، وكان الحرص على أن تبقى الصور متدفقة من مواقع الأحدث دون عراقيل.
غادرت ميلشيا الحوثي الانقلابية العاصمة السياسية المؤقتة عدن، لكن شيئاً لم يتغير في المدينة إلا إلى ما هو أسوأ فقد وقعت عدن في أيدي ميلشيات مسلحة تعمل خارج سيطرة الدولة وتقاتل بالوكالة، وتحرس دوامة العنف والقتل والترويع وقمع الحريات التي تعصف بالمدينة حتى اليوم.
بلقيس ليست وحدها من يتعرض للتضييق، فالصحفيون والإعلاميون في عدن باتوا عرضة للاستهداف الممنهج نتيجة آرائهم ومواقفهم السياسية، فقد منع سامي الكاف وفهمي السقاف، من الظهور عبر قناة بلقيس من عدن، ووصل الأمر حد التهديد بإغلاق مكتب الخدمات الإعلامية الذي يؤمن خدمة البث الفضائي من المدينة إذا سمح لهؤلاء وغيرهم من الظهور عبر بلقيس وغيرها من القنوات الفضائية التي لا تروق للمهيمن الجديد في عدن.
وفي أواخر يوليو الماضي أبلغ مكتب الخدمات الإعلامية قناة بلقيس والصحفي سامي الكاف بقرار صادر عن قوات الحزام الأمني المدعومة من الإمارات بمنع ظهور الكاف في برنامج المساء اليمني الذي بث العاشرة مساء على القناة.
على درب مهنة المتاعب تكبدت قناة بلقيس منذ تأسيسها خسائر مادية كبيرة شملت نهب ومصادرة محتويات مكتبها الرئيس في صنعاء، لكن الخسارة الأكثر إيلاماً ووقعاً تمثلت في فقدان القناة ثلاثةً من أفضل مراسليها الميدانيين، الذي استشهدوا وهم يؤدون رسالتهم وينقلون الحقيقة من ميادين المواجهات العسكرية العديدة في الوطن الجريح.
قناة بلقيس أعربت في بيان لها عن تضامنها التام والكامل مع الصحفيين سامي الكاف وفهمي السقاف، ودعت الحكومة الشرعية ووزارة الداخلية للتدخل لدى القوات المدعومة من الإمارات في عدن وإنهاء حالة التقييد والمنع بحق الصحفيين وضمان سلامتهما وحقهما في ممارسة حرية التعبير.
وناشدت نقابة الصحفيين، واتحاد الصحفيين العرب، والاتحاد الدولي للصحفيين، ومنظمة مراسلون بلا حدود، وهيومن رايتس ووتش، ومنظمة العفو الدولية، ولجنة حماية الصحافيين، الوقوف في وجه الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون اليمنيون وتقديم الدعم المعنوي والقانوني لهم للوقوف في وجه منتهكي حرية الصحافة في عدن وغيرها من مدن اليمن.