أحيطت مهمة مقاتلي تعز ونواياهم بقدر كبير من سوء الفهم المقصود لذاته في معظم الأحيان، خصوصاً من جانب التحالف الذي يطور موقفه تجاه محافظة تعز إجمالاً باعتماد استراتيجية واضحة لتفكيك هذه الجبهة وتحويل مقاتليها إلى كيانات متصارعة، عبر دعم أطراف بعينها في إطار الجيش الوطني.
استبشر سكان محافظة تعز بدخول محافظتهم مرحلة من الاستقرار واستكمال عملية التحرير، مع قدوم المحافظ أمين أحمد محمود الذي يحظى بدعم من التحالف، لكن ما يحدث اليوم في عاصمة المحافظة يثير المخاوف من انتقال وصفة عدن المميتة إلى مدينة تعز.
فبعد أن تفاقمت الأوضاع الأمنية مع تصاعد وتيرة الاغتيالات مجهولة المصدر، وجه المحافظ قيادة محور تعز بتنفيذ حملة أمنية، إلا أن ثمة علامات استفهام تتصل بمدى كفاءة تنفيذ حملة كهذه في ظل هذا الخليط المتناقض من المكلفين بالمهمة والتي تنسب لبعضهم تهم بالإخلال الأمني في مدينة.
خمسة شهداء والعشرات من المصابين في عمليات قتل متفرقة نفذها مسلحون مجهولون بينهم جنود ومدنيون وأطفال. والحديث هنا عن عمليات تم الإعلان عنها. فيما تتحدث مصادر موثوقة عن اكتشاف ستة جثث في حي الجمهوري الخاضع لكتائب أبي العباس، وعليها آثار تعذيب.
وتنعقد آمال سكان تعز على دور محافظ تعز وعلى قراره الذي يتعين اتخاذه الآن وليس غداً لوقف عميات القتل الممنهج الذي يهدف إلى تحويل محافظتهم إلى ساحة مفتوحة للعنف والقتل العبثي ولتصفية الحسابات السياسية.
ويطالب ناشطو تعز المحافظ بمنع حمل السلاح وإخراج المسلحين إلى الجبهات، وضبط المتورطين في أعمال القتل واللصوص ومحاكمتهم، وفتح الشوارع ومنع استحداث نقاط داخلها وعدم تحويلها إلى مربعات ميلشياوية، واستكمال تسليم المؤسسات العامة والخاصة بما في ذلك القلعة والأمن السياسي والتربية والنادي السياحي.
تلك هي أولويات تعز الأمنية، وبدونها ستبقى هذه المحافظة رهن الأجندات السيئة التي أغرقت العاصمة السياسية المؤقتة عدن في بحر من العنف والقتل وفوضى الاعتقالات.