تواصل الحكومة جهودها لتطبيع الأوضاع الأمنية والخدمية في مدينة عدن بعد مرور عام على تحرير المدينة من مليشيا الحوثي والمخلوع في مثل هذه الأيام. ولا زالت المدينة تواجه أثار وتداعيات الخراب الذي عاثته المليشيا في المدينة.
كما ان الملف الأمني يعتبر من أهم القضايا التي تواجه الحكومة خصوصا بعد عودتها إلى المدينة ومزاولتها العمال من هناك.
وفي هذا السياق يؤكد رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر أن الحكومة والسلطة المحلية مهتمان بالاحتفال بيوم 27 رمضان ذكرى تحرير مدينة عدن من الإنقلابيين، مشيرا إلى أن عزيمة الجيش الوطنى والمقاومة المدعومين بقوات التحالف العربى هزمت المليشيات الانقلابية وحطمت مشروعها ليتهيأ كل أبناء الوطن للاحتفال بالذكرى الأولى لتحرير المدينة.
وتشدد تصريحات بن دغر على ان حكومته باقية في مدينة عدن حتى يتم تحرير العاصمة صنعاء من الانقلابيين. مؤكدا أن وزراء حكومته يحاولون تأدية واجباتهم رغم الإمكانيات المحدودة. وشدد على أهمية مشاركة جميع المكونات السياسية في تحديد مستقبل اليمن الجديد بالمرحلة المقبلة.
وعاود رمضان على سكان مدينة عدن وقد تحررت محافظتهم كاملة من الانقلاب، الذي أحال مدن التواهي والمعلا وكريتر وخور مكسر إلى مدن خالية تسكنها الأشباح ويستوطنها الموت، تارة بطلقة قناصة مستهترين بالحياة، وأخرى بجائحة الأمراض الفتاكة، مثل حمى الضنك والملاريا.
الميليشيات قاتلت وبهمجية ووحشية، وأجبرت في النهاية إلى الاستسلام ومغادرة المدينة الوديعة المسالمة، تاركة خلفها الخراب والدمار. ويقول الصحفي عيدروس باحشوان، رئيس تحرير صحيفة "عدن تايم" الأسبوعية في تصريحات صحفية " كان رمضان الفائت مختلف كليا، ففيه المنغصات والقلق الذي ساورنا والكثيرون عن مصير البلد في ظل العدوان والحرب الظالمة التي شنتها مليشيات صالح والحوثي. كل يوم يمر والقلق يلازمنا، وعبر الأثير تصلنا الأنباء عن استشهاد العشرات من أبناء الحارة، بعضهم في المواجهات، وآخرون بحمى الضنك".
وتابع "فجأة وأنا في منطقة نزوحي بالمنصورة قررت زيارة بيتي في كريتر. عدت للمدينة وفجعت مما رأيته، فلم يعد فيها إلا نفر بسيط يكامن دون العيش ومبان تحولت إلى خرائب وأطلال، أخذت بقية ملابسي من بيتي الذي جلست أتحسس كل أركانه وأتساءل: هل سأعود مرة أخرى إليه أم سأجده مدمرا؟ لكنني عدت إليه".
لكن كثير من المواطنين لازالوا يعانون من انعدام الخدمات الأساسية وخاصة انقطاعات الكهرباء. أم إبراهيم صالح من مدينة خور مكسر تقول "كنا نعتقد أن الحكومة ستقوم بأي إجراءات سريعة لحل مشكلة الكهرباء التي أصبحت أكبر المنغصات علينا في شهر رمضان".
من ناحيته، عد محمد معروف، وهو من سكان عدن، أن ارتفاع أسعار العملات الأجنبية المستمر أمام العملة الوطنية جعل أسعار المواد في ارتفاع دائم، ودونما انخفاض. وقال معروف إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية وبشكل جنوني، انعكس سلبا على طبيعة المواد الرمضانية.
وجاء تحرير مدينة عدن أواخر شهر رمضان من العام الماضي في مثل هذه الأيام بمثابة الحياة الجديدة للشعب اليمني بعد أن وصل إلى مرحلة من اليأس والقنوط من النصر بعد تمدد مليشيا الحوثي والمخلوع في عدة محافظات.
وما إن جاء انتصار عدن وتحريرها بعد دخول قوات عربية مشتركة مساندة للجيش الوطني والمقاومة بعدن حتى عاد الأمل إلى كافة ابناء الشعب اليمني وارتفعت معنويات الجيش والمقاومة بمختلف جبهات القتال في البلاد.
ولم يمض العام على دحر المليشيا من عدن إلا وقد تم دحرها بعدة محافظات وصولا إلى العاصمة صنعاء. وتشهد جبهة نهم القريبة من العاصمة، مواجهات عنيفة بين المليشيا وقوات الجيش الوطني والمقاومة هذه الأيام، وهناك تقدم لقوات الجيش الوطني والمقاومة، حيث يأمل من خلاله اليمنيين ان يكلل بالتقدم الكبير نحو العاصمة والقضاء على التمرد للأبد.