عام ونصف تقريباً منذ أن غادر الرئيس هادي ابوظبي مغاضباً في أعقاب زيارة شهدت حينها مشادة عنيفة مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد على خلفية منع طائرة الرئيس هادي من الهبوط في مطار عدن الدولي بإيعاز من القوات الإماراتية المرابطة هناك، سبقتها اشتباكات مسلحة بين عناصر الحماية الرئاسية وقوات أمنية مدعومة من الامارات شهدت أيضاً تدخل الاباتشي لصالح تلك القوات.
خلال شهر رمضان رعى العاهل السعودي لقاءين مهمين بين الجانبين الاماراتي واليمني في جدة ومكة، يبدو أنها نجحت في تمهيد الطريق أمام زيارة الرئيس هادي إلى ابوظبي.
وفي مكة أيضاً التقى الرئيس هادي وزير الخارجية الاماراتي عبد الله بن زايد، وهو اللقاء الذي جاء في إطار التحضير للقاء آخر لا يبدو أنه سيكون ودياً بالقدر الكافي مع ولي عهد ابوظبي، وسيكشف عما إذا كانت الامارات جادة في المضي على خط المصالحة التي تقتضي تقديم تنازلات جوهرية لها علاقة بسيادة الدولة اليمنية على أراضيها وفقاً للمراقبين.
وكالة الانباء اليمنية أوضحت بأن زيارة الرئيس هادي للإمارات جاءت في أعقاب المشاورات الأخوية الهامة والناجحة التي أجراها مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز قائد تحالف دعم الشرعية وولي عهده الأمير محمد بن سلمان وتلبية لدعوة من ولي عهد ابوظبي الشيخ محمد بن زايد.
اللقاءات وفقاً للوكالة ستبحث الجهود المشتركة في إطار تحالف دعم الشرعية والتطورات المتعلقة بتكثيف الجهود لتحرير باقي المناطق اليمنية بالإضافة إلى استتباب الأمن والاستقرار في المناطق المحررة وتمكين أجهزة الدولة من إدارة تلك المناطق.
إشارة لا تخلو من الوضوح إلى الهدف الأساسي من التحركات المتسارعة التي ترعاها الرياض، والمتصل بتمكين السلطة الشرعية من مهاما السيادية، دون أن يتبين بعد ما إذا كان الرئيس وحكومته سيودعون قريباً الرياض في عودة نهائية لبلدهم دون صعوبات أو منغصات.