وقالت الدراسة ان الضربات الجوية الخاطئة شكلت واحدا من أهم عوامل بطء التقدم العسكري واختلال الثقة بين التحالف وبعض وحدات الجيش.
وأضافت " تعرض الجيش الوطني لغارات خاطئة من قبل طيران التحالف وأحيانا المدفعية من الخلف، ويعود ذلك لِعدة أسباب أهمها انعدام وجود مراكز قيادة وسيطرة لكل جبهة منفردة لتنسيق تحرك القوات البرية بالتزامن مع الغارات".
وأشارت الدراسة التقيمية لمركز أبعاد والتي ركزت على مناطق التماس مع الحوثيين وشملت 5 مناطق عسكرية إلى أن أغلب الجبهات تعاني من معوقات تتعلق بعدم انتظام الرواتب وضعف التسليح وقلة الخبرة وانعدام التدريب ووجود فساد مالي وإداري.
إلى جانب عدم تشكيل غرف عمليات موحدة بين التحالف والشرعية وارتفاع في معدلات الاعاقة والقتل لنقص أدوات السلامة مثل الخوذات والدروع وكاسحات الألغام.
كما أن بعض الجبهات لا تملك أسلحة نوعية لمواجهة الحوثيين الذين يتفوقون باستخدام مكثف لصواريخ الكورنيت التي لا يمتلكها الجيش الوطني إلى جانب زراعة الألغام بشكل غير مسبوق، بحسب الدراسة.
واعتبرت الدراسة ان أهم معوقات حسم معركة الحديدة هي المساحة الكبيرة التي تحتاج لمقاتلين كثر إلى جانب حصول اختراقات كثيرة بسبب تعدد ولاءات القوات المتنوعة هناك.
مضيفة " كان لاتخاذ القوات الحكومية الموالية للشرعية طريقا جديدا في الساحل الغربي السبب في الوصول إلى الدريهمي بسهولة بدلاً من المرور عبر زبيد والجراحي وبيت الفقيه، لكن عدم تحرير تلك المناطق عرقلت الدخول إلى المدينة".
وأوضحت ان سيناريو اقتحام الحديدة وحسم معركة الساحل الغربي عسكريا سيشجع الجبهات الأخرى للتحرك بما فيها تلك الجبهات المحيطة بصنعاء.
أما في حال تمكن التحالف العربي بدعم المجتمع الدولي من فرض سيناريو اخضاع الحوثيين وتسليم المدينة ومينائها فإنه سيكون مقدمات للتفاوض الفعلي حول صنعاء، حسب الدراسة.
معتبرة أن السيناريو الثالث هو السيناريو الأكثر قلقا للحكومة اليمنية والتحالف العربي، إذ أن توقيف الحرب في الحديدة من خلال الضغوطات الدولية سيؤدي إلى فرض التفاوض مع الحوثيين بشكل عام والقبول بالحل السياسي وهو ما سيشرعن قوتهم العسكرية ويضمن لهم حصة في الحكم دون دفع كلفة الحرب التي شنوها.
وقالت الراسة ان إطالة أمد الحرب ستحمل التحالف والشرعية أعباء سياسية وإنسانية لها تداعيات حتى بعد انتهاء العمليات.
وأوصت بسرعة اصلاح الاختلالات في الجيش وحل اشكاليات الرواتب وعلاج الجرحى وحقوق أسر الشهداء ودمج كل التشكيلات العسكرية بالجيش والأمن.
كما طالبت بالبدء في بناء القوات البحرية والجوية وقوات الأمن الخاص لتغطية الفراغ بعد التحرير وتسليمهم المدن والمنشآت بالذات الموانئ والمطارات.