وأضافت الصحيفة أن غريفيث يسعى جاهدا إلى إقناع الرياض بعدم شن أي عملية عسكرية على ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون بغية السماح بالتوصل إلى اتفاق يسمح باستمرار عمل الميناء، الذي يشكل محورا رئيسيا لوصول المساعدات الإنسانية.
وبحسب "ذي غارديان"، فإن مصادر سعودية زعمت أن غريفيث زار العاصمة صنعاء لبحث إمكانية وضع الميناء تحت الإدارة الدولية مع مليشيا الحوثي الذين كانوا قد هددوا باستهداف العاصمة الإماراتية بصواريخهم البالستية.
ويسعى المبعوث الأممي لإقناع الأطراف في اليمن بتجنب مفاقمة المعاناة الإنسانية والاقتصادية في البلد الذي مزقته الحرب في الأعوام الثلاثة الماضية، وتصب جهوده في محاولة التوصل إلى اتفاق يجنب المدينة الدمار الذي تتهم بالتسبب به حملات القصف الجوي التي ينفذها التحالف في اليمن، إضافة إلى كثافة الألغام التي يزرعها الحوثيون في المناطق.
ووفقاً للمصادر، فإن مليشيا الحوثي وعبر وفدها المفاوض المتواجد خارج البلاد، برئاسة محمد عبد السلام، كثّفت من تواصلها الدبلوماسي مع الأمم المتحدة وأطراف دولية فاعلة، في الأيام الماضية، إثر تطورات الحديدة، ضمن خطوات الجماعة بالاستنفار على مختلف الصعد العسكرية والسياسية والإعلامية بمواجهة تصعيد الحديدة، في ظل تسريبات غير رسمية بوجود عروض غير معلنة من قبل الجماعة تدفع باتجاه وقف عملية الحديدة العسكرية مقابل تنازلات منها ترتبط بالمفاوضات المقبلة.
وعلى الرغم من تحفّظ مصادر قريبة من مكتب المبعوث الأممي، عن تأكيد أو نفي وجود مقترحات يحملها غريفيث في جولته الحالية حول الحديدة، لمّحت المصادر في الوقت ذاته، إلى وجود مخاوف قوية لدى الجانب الأممي من تأثيرات التطورات الأخيرة على خطة التسوية المرتقبة، إلى حدٍ قد يجعل من الصعب التكهن بحدودها. ووصفت التطورات التي شهدتها الحديدة بأنها ذات بعدٍ استراتيجي ومصيري، سيكون له ما بعده في كل الأحوال.
وكان غريفيث قد صرح الأسبوع الماضي بأن معركة الحديدة "سترفع خيار السلام عن الطاولة"، نظراً لأن سيطرة التحالف على المدينة ستقلب موازين الحرب لصالحه كونها ستضع خطوط المعونات القادمة إلى اليمن تحت سيطرته، كما أنها ستؤثر على رغبة الإيرانيين الداعمين للحوثيين في الدخول في مفاوضات جدية حول مستقبل السلام في البلاد.
إلا أن قوات التحالف الذي تقوده السعودية، والتي كانت قد خضعت للضغوط الغربية بتجنب قصف الحديدة منذ أن وضعتها تحت الحصار عام 2015، تطمع في الحسم الأمر عسكرياً بعد التقدم السريع الذي حققته على الأرض في الأسابيع الماضية، وخاصة على السواحل اليمنية الغربية.
وينتظر أن تكون المعركة داخل المدينة أشد صعوبة، وقد تؤدي إلى نزوح أكثر من نصف سكان المدينة البالغ عددهم نحو 600 ألف شخص، إضافة إلى تعطيلها حركة المساعدات الإنسانية والحركة التجارية القادمة إلى اليمن عبر الميناء.