لكن من دون مال ولا أقارب لاستضافتهم انضمت العائلة المؤلفة من 18 فردا إلى عدد متزايد من النازحين الذين يعيشون في مكبات القمامة أو بجوارها في المدينة التي يسيطر عليها الحوثيون.
وعلى الرغم من المخاطر الصحية فقد أصبحت مكبات القمامة مصدرا للطعام لمئات اليمنيين الذين يعانون من الفقر المدقع ومصدرا للدخل لبعض الشباب.
وقال أيوب محمد رزيق البالغ من العمر 11 عاما ”نأكل ونشرب من الطعام المرمي... نجمع السمك واللحم والبطاطا والبصل والدقيق ونطبخ أكلنا“.
وتقدر الأمم المتحدة أن الحرب شردت أكثر من مليوني يمني. واحتدمت الحرب في عام 2015 عندما تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية لمحاولة إعادة السلطة إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي من يد مليشا الحوثي.
وقتلت الحرب أكثر من عشرة آلاف شخص وأصابت الاقتصاد بالشلل وتسببت في تفشي وباء الكوليرا الذي قتل نحو ألفي شخص ودفعت البلاد إلى شفا المجاعة.
وتقول فاطمة حسن (53 عاما) التي أجبرتها المصاعب الاقتصادية على الخروج من منزلها في الحديدة إن المعوزين لا يبحثون فقط في القمامة عن الطعام الذي يستغني عنه اليمنيون الأفضل حالا بل إن بعض النازحين يجمعون العبوات المعدنية والزجاجات البلاستيكية لبيعها للتجار وتأمين بعض المال للوفاء باحتياجاتهم اليومية.
لكنها أشارت إلى أن الدخل من مثل تلك الأنشطة يتراجع أيضا.
وقالت إن التجار الذين كانوا يدفعون في يوم من الأيام 50 ريالا يمنيا (0.11 دولار) مقابل الكيلوجرام من الزجاجات البلاستيكية لا يعرضون الآن مقابله سوى عشرة ريالات.
وأضافت ”كنا في حال سيء والحرب جعلت الأمور أسوأ“.
وقال كبير العائلة محمد الرزيق (67 عاما) إن اليمنيين لا يطلبون أي مساعدة من الخارج ولكن فقط جهودا صادقة لإنهاء الحرب.
وقال ”أهم شيء يكفون عنا الحرب ويكفرون عننا المأساة ويدعونا.. والله سبحانه وتعالى سيتكفل بنا“.