ضاق البر بالمتحاورين هذه المرة، فلجأوا من جديد إلى لقاء يجمع الطرفين في عرض البحر، فحسب ما أُعلن اليوم الأحد أن سفينة تابعة للأمم المتحدة ستبحر بالطرفين نحو المياه الإقليمية لعقد اللقاء، كخيار وسط؛ من أجل استئناف مفاوضات تنفيذ اتفاق السويد المتعلق بالانسحاب من الحديدة، والمتعثر منذ شهور طويلة.
لا يعود تعنت ورفض الحوثيين - المزمن - في تنفيذ الاتفاقيات لشيء مرتبط بهم؛ بل بسبب الدلال الأممي المستمر تجاه الجماعة الحوثية والمستمر منذ سنوات، وهو الموقف، الذي أفسد طرق كثيرة للحل وسعت من التدهور المريع في الوضع الإنساني في اليمن ككل.
رئيس الوفد الحكومي اللواء "صغير عزيز" وجه اتهامات للمليشيات بتقييد حركة "لوليسغارد"، وهي إن صحت، قد تفصح عن النوايا الحقيقية التي تضمرها المليشيات للمساعي الجديدة، والمحصلة المتوقعة، بأن المفاوضات قد لا تخرج عما آلت إليه سابقاتها من نتائج.
المسار العسكري في الحديدة لا جديد يمكن أن يستشفه المراقب للمشهد، فالمدينة تطوقها القوات الحكومية من الجنوب والشرق، عدا مناوشات تندلع بين حين وآخر على خطوط التماس بين القوات الحكومية والمليشيات، فضلاً عن تعزيز الميليشيا لدفاعاتها من خلال نصب مزيد من الحواجز الترابية والاسمنتية، وحفر عدد من الأنفاق داخل المدينة.
يرى محللون سياسيون أن ممثلي الحكومة قد يكونوا هذه المرة في موضع قوة نسبياً، فعودتهم لطاولة المفاوضات جاءت مقروناً بتراجع الأمم المتحدة عن الدعم الذي أبداه مبعوثها إلى اليمن "مارتن غريفيث" للانسحاب الأحادي الذي نفذته الميليشيا من موانئ الحديدة في مايو الماضي.
ويقدر مراقبون استئناف المفاوضات المتوقفة منذ ثلاثة أشهر، بأنها لن تخرج عن سياق الجهود الأممية التي تصطدم كل مرة بتعنت قادة الحوثيين، الذين أكدوا مراراً بأن انسحاب قواتهم من الحديدة أمر بعيد المنال.