كان استهداف الصحافيين والهجوم على مقارّهم أبرز محطات الأعوام الماضية التي بدأت بالانقلاب الذي قاده الحوثيون وحليفهم الراحل علي عبدالله صالح. كما تشرّد المئات منهم داخل اليمن وخارجه، وفقد من تبقى منهم لوظائفهم ومصدر عيشهم.
خلال الربع الثالث من عام 2018 الماضي، رصدت نقابة الصحافيين اليمنيين نحو 35 حالة انتهاك، فيما أكدت أن الحريات الصحافية في البلاد لا تزال تعيش وضعاً حرجاً، مع استمرار حالة العنف والعدائية تجاه الصحافة والصحافيين من كافة الأطراف.
وفي حديثٍ للمذيعة التلفزيونية أفنان توركر قالت إنه لا بوادر مبشرة لأي انفراجة في الوضع، فالمشهد أكثر تعقيداً من الحلول التي نتخيلها ونفترضها؛ هناك مستفيدون كبار من استمرار الحرب أو حتى لديهم أهداف يسعون لتحقيقها من دون اكتراث يُذكر بالمدنيين، لا بل يتم التنكيل بهم كالصحافيين والإعلاميين والحقوقيين".
وتضيف: "لكن لنقل بأن كل عام لا بد أن يبدأ على الأقل بأمنية، فما أتمناه وأرجوه معجزة تخلّص اليمنيين من الكوارث التي تتوالى عليهم وتزداد عاماً بعد عام. سلام عادل ودائم ودولة مدنية وجيش مسيطر وفي خدمة الشعب"، متسائلة "هل ما نتمناه كثير علينا؟".
من جانبه، يُشير الصحافي حسن الفقيه إلى أنه لا يتمنى الكثير، ملخصاً أمنياته في العام الجديد بـ"إطلاق سراح العشرات من زملائنا المختطفين في سجون الحوثيين منذ سنوات، وأن يتوقف خريف استهداف الصحافيين والتنكيل بهم هنا أو هناك".
ويتابع"توقعاتي بخصوص واقع الصحافة في اليمن في 2019 لن يختلف كثيراً عن الأعوام السابقة، ما دام الصراع القائم، وللأسف فإن الصحافيين اليمنيين دفعوا لذلك فاتورة باهظة، نحن نتحدث عن مئات الصحافيين المشردين والنازحين في الداخل والخارج، وعشراتٍ آخرين ممن تم قتلهم (بعضهم تحت التعذيب) واختطافهم"، ويختتم بالقول: "لستُ متفائلاً".
أما المراسلة التلفزيونية آفاق الحاج، فتقول إنه "على مدى الأربع سنوات الماضية، مرّت الصحافة بأسوأ مراحلها في اليمن من ناحية التضييق على حريات الصحافيين، إذ تعرّض الكثير منهم للملاحقة والاختطاف والتعذيب حتى الموت، إضافةً إلى إغلاق العديد من المؤسسات الإعلامية ومصادرة الصحف وغير ذلك من الانتهاكات التي طاولت ولا تزال الصحافة في اليمن".
وتتمنى الحاج أن "يتحقق السلام لليمن، وتضع الحرب أوزارها في هذا البلد الذي عانى بما فيه الكفاية من القهر والظلم والصراعات.
وأن تنتهي حالة الاحتراب وتذهب الأطراف إلى طاولة الحوار، ليس فقط من أجل مزيد من المناورة وكسب الوقت، ولكن لإنهاء معاناة ستة وعشرين مليوناً وتقرير مصير بلد بأكمله".
وتُضيف: "هذا الأمر بحاجة إلى نيات حقيقية وصادقة وتنازلات كبيرة من الأطراف اليمنية، لكن لا نتلمس شيئاً من هذا القبيل، ويظل التفاؤل قائماً والآمال كبيرة في أن يتغلب صوت العقل ولغة الحوار على لغة السلاح في نهاية المطاف، لكن حينها ستكون فاتورة هذه الحرب باهظة جداً".
المصدر: العربي الجديد