تتحدث عن هؤلاء الأطباء الذين، رغم مخاطرتهم بحياتهم، إلى أنهم فضلوا البقاء مع السكان: " تعمل الفرق الطبية في ظروف صعبة. فهناك قصف كل ليلة. وقد أصاب الرصاص منزلنا ثلاث مرات."
أصدر مجلس الأمن بالإجماع قرارا ينص على وقف إطلاق النار في المنطقة بأكملها ونشر بعثة لمراقبة ذلك.
"ما زال هناك الكثير ينبغي عمله، والوضع الإنساني لا يزال كارثيا". صرح بذلك فرانسوا ديلاتر، ممثل فرنسا في الأمم المتحدة.
أصبحت الحديدة مدينة أشباح، كما تقول كارولين سيغوين لا يوجد سوى مستشفيين فقط يعالجان مجاناً: "في كل يوم نستقبل جرحى مدنيين، أطفال ومسنين محاصرين في تبادل إطلاق النار.
" إنهم يأتون إليها من القرى المحيطة، على الرغم من الخطر، لأنه لا يوجد مكان آخر للحصول على العلاج.
ولهذا السبب، افتتحت "أطباء بلا حدود" مستشفى ميدانيا جنوب الحديدة. يعتنون فيه بالجرحى والنساء الحوامل. وبسبب نقص أماكن الرعاية، يموت الكثيرون على الأسِرّة.
كما يعالجون العديد من الأطفال المصابين بسبب الألغام التي اعتبروها لُعَب.
وتشجب كارولين سيغوين هذه الآفة التي أثرت أيضاً على الزراعة.
فالحقول ملئت بالألغام. ولا يمكن زراعتها الآن. وبدون محصول، سيزداد سوء التغذية.
يستمر الوضع في التدهور: "نحن نواجه الأوبئة. لا تزال الكوليرا محتدمة، والدفتيريا أيضاً. مستشفياتنا مليئة بالأطفال المصابين بالحصبة.
يجب ألا تكون هذه الأوبئة موجودة في القرن الحادي والعشرين ولكن لم يعد يوجد بعد المزيد من اللقاحات. وذلك يُظهِر مقدار انهيار النظام الصحي."
تقدم المنظمات الإنسانية سلسلة من الشجاعة. يتناوب الجراحون الفرنسيون في اليمن، مثل برنارد لوميناجيه.
جراح متقاعد، عاد أيضا من مهمة في مدينة المخا. أجرى العديد من العمليات للعديد من جرحى الحرب، في المستشفى الميداني، غالباً من المدنيين.
من يعملون في المجال الإنساني يخاطرون بحياتهم. للأسف، يفقد البعض حياته في هذه المهام الخطيرة. فهم يساعدون في تهدئة المعاناة. هم أيضا يكسرون عزلة الشعب، المحاصر في الحرب والمنسي من قبل بقية العالم. هم رُسُلهم في بلداننا.
إنهم يوقظون الضمائر من خلال إظهار عبثية الحرب.
إنهم حين يبذلون أرواحهم فإنهم يذكرونا بأن السلام ثمين وأننا يجب ألا نهتم به فحسب بل نبنيه بلا هوادة.
4