يشكل الإصلاح أحد أهم الأحزاب في الساحة الوطنية، وكان شريكاً أساسياً في التحولات الوطنية، منها تأسيس اللقاء المشترك وثورة الشباب السلمية.
إلا أن الإصلاح كحزب سياسي لا يخلو مساره من الجدل منذ تأسيسه، ناهيك عن بعض مواقفه في الحرب الأولى على الجنوب إلى جانب قوات نظام المخلوع صالح،
عقب ثورات الربيع العربي أصبح الإصلاح محط الأنظار المحلية والإقليمية، وبات عليه أن يبدي مرونة أكثر في مواجهة التغيرات القاسية التي هددت وجوده والوطن برمته.
في ذكراه السابعة والعشرين تتحدث قيادته العليا عن مراجعة شاملة تجري داخل هيئات الإصلاح ومؤسساته، بهدف تقييم المسار وتلافي القصور ومعالجة السلبيات وتجويد الفعل السياسي، وهو مطلب بات هاجساً ملحاً لدى شباب الحزب.
فالإصلاح يواجه محاولات مستمرة لشيطنته وتجريده من حقه السياسي، وهو أمر دفع بالكثير من المتابعين والمهتمين بالحزب من داخله وخارجه إلى توجيه خطاب نقدي جاد من أجل تقييم تجربته السياسية وتحريره من الأثقال.
يقول البعض إن من واجب الإصلاح معرفة صورته لدى الرأي العام ولدى القوى الإقليمية والدولية، ناهيك عن مطالبات بالتحرر من هيمنة الجناحات القبلية والدينية، التي تقف في وجه التيار المدني الذي يسعى للتغيير البناء الداخلي للحزب.
لكن ما لا يخفى على أحد هو موقف الإصلاح من معركة استعادة الجمهورية؛ إذ تقف كوادره في طليعة القوى المساندة للشرعية والكفاح المسلح في مواجهة الانقلاب جنبا إلى جنب مع كافة قوى سبتمبر ومناضليها.
لكن يبقى السؤال: هل يستجيب الإصلاح لنداء التغيير وتشبيب قياداته وإعادة صياغة العلاقة بين مكوناته؟