ويساعد مكتب الأرصاد الجوية بمشاركة وكالة الفضاء الأمريكية، عمال الإغاثة على الأرض في مكافحة تفشي المرض، من خلال تقنية مبتكرة لرسم خرائط الطقس، بحيث يراقب النظام أنماط تساقط
الأمطار لقياس وتحديد أكثر المناطق ضعفا، حيث يمكن للأمطار الغزيرة أن تعيث فسادا في نظام الصرف الصحي، وتنشر العدوى المنقولة عبر الماء.
ويتم إرسال البيانات المسجلة إلى هيئة التنمية الدولية (DFID)، ما يسمح للعمال على الأرض باستغلال الموارد بفعالية أكبر.
وتعرضت اليمن لأسوأ أشكال انتشار وباء الكوليرا في العام الماضي، مع ظهور أكثر من مليون حالة مشتبه فيها، و179 حالة وفاة.
ولكن منذ طرح النموذج الجديد في مارس الماضي، تم تسجيل 2597 حالة مشتبه بها و3 حالات وفاة، وفقا لبيانات هيئة التنمية الدولية. وفي الوقت نفسه، حذرت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، من "موجة ثالثة" محتملة لهذا الوباء.
وتجدر الإشارة إلى أن إصابة الكوليرا، التي توجد بشكل أساسي في الأماكن المفتقرة لإمدادات المياه النظيفة وشبكات الصرف الصحي، تحدث عن طريق تناول الأغذية أو مياه الشرب الملوثة.
وتظهر الاختبارات أن النظام المبتكر، الذي يمكنه التنبؤ بمكان انتشار الكوليرا قبل 4 أسابيع من الموعد، كان دقيقا بنسبة 92% حتى الآن. كما يسمح لعمال الإغاثة بتخزين معدات معالجة المياه والأدوية في المناطق المعرضة للخطر، فضلا عن تثقيف الناس بشأن النظافة العامة والصرف الصحي.
وقالت البروفيسورة، شارلوت واتس، كبيرة المستشارين العلميين في هيئة DFID، إن هذا النظام ساعد عمال الإغاثة في السيطرة على تفشي الوباء.
وأوضحت في حديثها مع BBC: "يموت الآلاف من الناس حول العالم بسبب الكوليرا سنويا، وأعتقد أن هذا النظام يمكن أن يسهم حقا في وضع حد لارتفاع هذا الرقم".
ويعمل الحاسوب العملاق التابع لمكتب الأرصاد الجوية في إكستر، على إجراء 14 ألف تريليون عملية حسابية في الثانية، ما يسمح بتسجيل 215 مليار ملاحظة للطقس في جميع أنحاء العالم يوميا.
ويتم استخدام البيانات كنقطة انطلاق للتنبؤات الجوية العالمية والبريطانية وفي اليمن أيضا، كما تم استخدام التوقعات لتحسين نموذج طوره علماء جامعة فرجينيا الغربية وجامعة ميريلاند.
ويخطط فريق البحث لتحسين النموذج المطور، للتنبؤ بتفشي المرض قبل 8 أسابيع، ما يضاعف قدرته الحالية، ما يمكن أن يتيح لوكالات المعونة التخطيط لحملات التطعيم المستهدفة.