وصرحت بأن تدخل التحالف بقيادة المملكة السعودية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن بلا جدوى. وأضافت: "كان لا بد لها أن تتوقف منذ فترة طويلة".
وأشارت السيدة بارلي إلى أن الحرب التي يرغب فيها ولي العهد محمد بن سلمان القوي هي التي سببت "أزمة إنسانية لم نشهدها من قبل".
تتناقض هذه التصريحات إلى حد ما مع تلك التي عبر عنها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي اكتفى، خلال مؤتمر صحافي، بذكر أن باريس "طلبت تعهّدات ووضوحاً بشأن النزاع في اليمن، حيث نحن ملتزمون جدا بالقواعد الإنسانية".
في الصراع مع قوات الحوثي، المدعومة من إيران بشكل غير مباشر، تحظى السعودية بدعم شركاءها الغربيين بشكل عام، والولايات المتحدة بشكل خاص. في أبريل، لخص إيمانويل ماكرون موقف فرنسا: "الدعم الكامل لأمن المملكة العربية السعودية، وإدانة النشاط البالستي القادم من الحوثيين الذين تستهدف صواريخهم الأراضي السعودية بانتظام ، لإيجاد حل سياسي للنزاع وحل إنساني للسكان المدنيين.
ومع ذلك، فإن الحرب في اليمن تتسبب في إحراج متزايد في عواصم الدول الغربية التي تزود المملكة السعودية بالسلاح وتعتبر فرنسا جزءاً منها. هذا الانزعاج المتنامي لا يرتبط فقط بالأزمة الإنسانية التي يتسبب فيها تدخل الرياض، بل أيضاً في الضربات الخاطئة المتعددة والاتهامات بارتكاب جرائم حرب ضد القوات الجوية السعودية، التي تقوم بقصف منتظم للأراضي التابعة للحوثيين.
ووصلت إلى ذروتها مع مقتل، للصحفي المعارض للنظام السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول، والذي كان من شأنه بشكل غير مباشر أن مهد الطريق لانتقادات متجددة للتدخل السعودي في اليمن.
دعوات لإيقاف الحرب
دعت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء إلى إنهاء الحرب في اليمن، وإلى إنهاء الغارات الجوية من قبل التحالف الذي تقوده السعودية، وهو تغيير في لهجتها بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وما زالت واشنطن، التي تدعو إلى فتح محادثات السلام في غضون 30 يوماً، ترى أن الخطوة الأولى يجب أن يتخذها المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران الشيعية، العدو المشترك للأمريكيين وحلفائهم السنة السعوديين.
وقام وزير الدفاع جيم ماتيس بدعم هذه الرسالة ثم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.
مع أنهم لم يشيروا بشكل مباشر إلى وفاة الصحفي الناقد للرياض، الذي شوه صورة المملكة وأثار شكوكاً كثيرة حول دور ولي العهد محمد بن سلمان ، إلا أن هذا الموقف الأمريكي الجديد هو جزء من السياق حيث تخضع إدارة دونالد ترامب لضغوط من الكونجرس للنأي بنفسها عن المملكة العربية السعودية.
وقال مايك بومبيو في بيان "لقد حان الوقت لوقف الأعمال العدائية التي تشمل إطلاق الصواريخ وطائرات بدون طيار من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة" وأضاف: "يجب أن تتوقف الضربات الجوية للتحالف على كل المناطق المأهولة في اليمن".
ناشد جيم ماتيس "الجميع" للانضمام إلى "طاولة المفاوضات على أساس وقف إطلاق النار" وانسحاب المتمردين الحوثيين من الحدود مع المملكة العربية السعودية، "ثم توقف قصف" التحالف العربي.
"علينا القيام بذلك في غضون 30 يوما وأعتقد أن السعودية والإمارات العربية المتحدة مستعدتان"، قال ذلك ماتيس في مؤتمر في واشنطن بعد لقاءه العديد من الزعماء العرب في نهاية الأسبوع الماضي على هامش حوار المنامة، وهو اجتماع أمني سنوي في البحرين.
كما طلب مايك بومبيو إجراء مشاورات أولية تحت رعاية مبعوث الأمم المتحدة "في نوفمبر في دولة ثالثة" لمناقشة "نزع السلاح من الحدود وتركيز جميع الأسلحة الثقيلة تحت سيطرة المراقبين الدولييين ".
وكانت المحاولة الأخيرة لمارتن جريفيث لإجراء محادثات سلام في سبتمبر في جنيف غير ناجحة في غياب الحوثيين.