مؤخراً وبعد انسحاب القوات الإماراتية من مأرب طفت بعض الخفايا على المشهد، وكعادتها نفذت الأجهزة الأمنية حملة عسكرية لملاحقة بعض العناصر الخارجة عن القانون والجيوب التي تعمل على زعزعة الأمن.
أحداث متتالية لمحاولة اغراقها في الفوضى والفصل بين السلطة المحلية وحاضنتها الاجتماعية ، التقت وسائل إعلام الحوثيين والإمارات وحزب المؤتمر في تناولها الإعلامي وتبريراتها للعناصر الخارجة عن القانون، في مشهد يعيد استحضار سيناريو السقوط الأول للجمهورية في عمران حين صور بعض الإعلاميين والنشطاء حرب المليشيا على قوات الجيش انها مواجهات بين قوى تقليدية وليست دفاعا عن الجمهورية ولا استهدافا للشرعية .
إذاً ما دلالات توقيت استهداف محافظة مأرب وعلى ماذا تراهن الأصوات المتماهية والداعمة مع الخارجين عن القانون لإشعال الفوضى واختراق الكتلة الجمهورية الصلبة والقلعة اليمنية الحصينة؟
ماذا حدث؟
ويقول الناشط السياسي زيد الشليف إن ما حدث في مأرب من عمليات تخريبية هو امتداد لعمليات تخريبية سابقة استهدفت الأمن وقامت بزرع العبوات الناسفة ومحاولة اغتيال بعض الشخصيات والقيادات العسكرية بالإضافة إلى استهداف مأرب إعلاميا.
وأضاف الشليف خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" مساء الاثنين (8يوليو/ تموز) إلى أن مأرب واجهت كل تلك المخاطر والمحاولات الرامية لإقلاق السكينة العامة في المحافظة بطرق قانونية لأول مرة في تاريخ المدينة، وأثبتت القوات الأمنية إنها قادرة على مواجهة التحديات.
ولفت الشليف إلى أن مأرب استطاعت في وضع حرج من بناء قوات أمنية بهذه الكفاءة نظرا للمخاطر التي تحيط بالمدينة من كل جانب وبسبب انسجام جميع المكونات السياسية والقبائل مع القوات الأمنية والجيش بعكس المدن المحررة الأخرى بسبب الإشكالية السياسية وإشكالية القيادات الأمنية بهذه المدن.
ومن جهته؛ قال الصحفي خليل المليكي إن القضية المحورية وراء ما حدث في مأرب مؤخراً هو قيام مجاميع مسلحة خارجة عن القانون بالهجوم على أجهزة الأمن واستخدام القوة بعد محاولة رجال الأمن القبض على هؤلاء المطلوبين بعد صدور أوامر من النيابة بالقبض عليهم، وعلى أساسها تطور الأمر مما دفع بالقوات الأمنية إلى ملاحقة هذه العناصر.
واعتبر المليكي ما مرت به مأرب منحنى خطيرا أراد به البعض تحويل ما حدث إلى مسار طائفي ومناطقي وما شابه ذلك، لكن الوقائع أثبتت أن هذه العصابة خارجة عن القانون وتعاملت معها الأجهزة الأمنية بكل صرامة ومثلث فيها مأرب نموذج الدولة.
جرف الصراع
وعن أبعاد وتداعيات الأحداث التي شهدتها مأرب أعتبر رئيس تحرير صحيفة مأرب برس محمد الصالحي إلى أن وسائل الإعلام قامت بتضخيم ما حدث في مأرب بشكل كبير نظرا للمتربصين الكثر الذين يطمحون لعودة اللا دولة في مأرب وفي جميع المحافظات، واصفا الحدث بالطبيعي باعتبار أن العصابة خارجة عن القانون وتم التعامل معها وإلقاء القبض على أفرادها وسيحالون إلى محاكمة عادلة أمام القضاء.
وعن محاولات جرف الصراع في مأرب من صراع وطني إلى آخر طائفي، أوضح الشليف إلى أن ذلك غير صحيحا، لأن القوات الأمنية توجهت لضبط مخربين بغض النظر عن انتمائهم أو قبيلتهم ومنطقتهم، موضحا إلى أن الصراع الذي اندلع مؤخرا في مأرب هو صراع بين الشرعية وبين خلايا حوثية، مستشهدا باستهداف منزل محافظ مأرب من قبل الحوثيين بالصواريخ وتعاون أبناء المنطقة مع الحملة الأمنية.
وعن ردة فعل الأحزاب السياسية على أحداث مأرب الأخيرة، أكد المليكي على أن جميع الأطراف الموجودة في مأرب كان لها موقف إيجابي بالوقوف مع الدولة.
وحول ما إذا كانت محافظة مأرب مهيأة لعودة المكونات السياسية وانعقاد جلسات البرلمان، أشار الشليف إلى أن البنية التحتية في مأرب ضعيفة وغير مؤهلة لاستضافة حدث كمجلس النواب.
علاقة الانسحاب الإماراتي
وفي رده على سؤال بشأن ما إذا كان هناك علاقة بالانسحاب الإماراتي من مأرب والأحداث الأخيرة في المحافظة، قال الشليف إن موقف القوات الإماراتية كان ايجابياً طوال الفترة الماضية في مأرب باختلاف المحافظات الأخرى لأن التعاون بين القوات الأمنية والقوات الإماراتية قائم على الشراكة ولم تكن هناك وصاية، وأنه ليس هناك علاقة أو ارتباط بالأحداث الأخيرة بانسحاب الإمارات من مأرب.
وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت، يوم الأربعاء الماضي، بين قوات الأمن وعناصر خارجة عن القانون في منطقة "المنين" ومدينة مأرب القديم جنوب مدينة مأرب، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل نائب مدير أمن قسم "المدينة" المقدم مجاهد عبود الشريف، وإصابة عدد آخر من الجنود، بالإضافة إلى مقتل وإصابة عدد من العناصر الخارجة عن القانون.