ومخيم ضروان هو واحد من عشرات المخيمات في اليمن، الذي يشهد إحدى أكبر أزمات النازحين في العالم.
يعاني المخيم من شح شديد في الغذاء والماء والدواء والفرش والأغطية ومستلزمات الحياة الأساسية الأخرى، التي باتت شبه منعدمة، ما يزيد معاناة النازحين، الذين هربوا من جحيم الحرب إلى مأساة المخيم.
انعدام الدعم
على عتبات المخيم يوجد أطفال في حالة رثة وملابس ممزقة متسخة، فيما يترقب آخرون نارا يوقدها ذويهم بالحطب ونفايات البلاستيك أحيانًا (نظرًا لانعدام الحطب)، لعل القدور المتهالكة التي تحفها الأحجار، تجود بالقليل مما يسد رمق صغار أجسادهم نحيلة، غير مكترثين بالدخان الذي يملأ المكان، وينشغلون عنه أحيانًا باللعب على "المدرهة" (الأرجوحة).
وفق صادق الضرواني، مسؤول المخيم المكلف من اللجنة المجتمعية بالمنطقة، فإن "المخيم يأوي نحو 280 أسرة، بواقع ما بين 1400 و1500 شخص، في ظل أوضاع إنسانية صعبة، نظرًا لانعدام الدعم اللازم للنازحين من غذاء ودواء وفراش وصرف صحي ومستلزمات العيش الكريم".
الضرواني، وخلال حديث للأناضول، يدعو المنظمات الدولية إلى "زيارة المخيم، وتوفير احتياجاته الضرورية من الخيام ودورات المياه والمواد الغذائية".
ويتابع أن "المنظمات المانحة لا تقوم بأي دور حقيقي لتغيير واقع نازحي مخيم ضروان، الذين يعانون جراء انعدام الغذاء والملابس والفراش والأغطية، عدى ما تقدمه هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، التي تتكفل بإيواء 180 شخص شهريًا بمواد غذائية، وهو اعتماد أقل بكثير من الاحتياج الفعلي لعدد لنازحين".
خيام وأغطية متهالكة
تقدّر الأمم المتحدة عدد النازحين اليمنيين داخليًا، جراء الحرب، بنحو ثلاثة ملايين نسمة، لكن عشرات الآلاف وجدوا أنفسهم حاليًا في عداد النازحين الجدد، والذين لا مأوى لهم.
من هؤلاء النازح بشير عبد الله ناصر، الذي يقول إنه اضطر هو وزوجاته الثلاث إلى النزوح من محافظة صعدة (شمال) منذ بداية الحرب (مارس/ آذار 2015)، وخسروا كل ممتلكاتهم فيها، وجاءوا إلى هذا المخيم لا يملكون شيئًا.
وينشاد بشير، في حديث للأناضول، المنظمات الإغاثية زيارتهم، وانتشالهم من الوضع الصعب الذي يعيشون فيه.
أما جميل أحمد، فنزح من البقع، في صعدة الحدودية مع السعودية، بمعية زوجته وأطفالهما الثمانية، ويشكو للأناضول من "انعدام الغذاء الكافي، وتهالك الفرش والأغطية، التي لا تكفي أصلاً".
ويضيف أحمد أنه يعاني هو وأسرته جراء دخول مياه الأمطار إلى مخيمهم المتهالك، ومرورها من وسط أرضيته، ووصولها إلى ملابسهم وفرشهم البالية.
كما يعاني نازحو مخيم ضروان من قلة بالغة في عدد دورات المياه، التي أنشأتها منظمة نرويجية، فضلاً عن انقطاع الماء عنها في معظم الأوقات.
ويشكون كذلك من بُعد المدراس، ما حال دون التحاق الكثير من أبنائهم بالدراسة لإكمال تعليمهم، خاصة مع عجزهم عن توفر تكاليف التعليم.
شاي وخبز
في أطراف المخيم ذي الخيام المتهالكة والأرض اللزجة، جراء اختلاط مياه الأمطار بالقاذورات، تجلس زهرة حسين وزوجها وطفليهما، وقد فروا من صعدة، هربًا من الغارات التي لا تتوقف، كما تروي
توقد زهرة الحطب لإعداد وجبة فطور بسيطة المكونة من الشاي والخبز البائت والقليل من السمن.
فيما يجلس على الناصية الشرقية للمخيم الأطفال ميعاد وقيس ورويشد عبده مقبل (بين 5 و6) يتناولون فطورا من خبز وماء فقط.
البؤس يملأ ملامح وجوههم البريئة المحرومة، إثر نزوحهم مكرهين مع والديهما من تعز (وسط) بسبب الحرب المستعرة، في ظل وضع إنساني صعب يعانون منه، فضلا عن حرمانهم من إكمال دراستهم، كما يروون.
والأسبوع الماضي، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة،/ أنطونيو غوتيريش، في مؤتمر الاستجابة الإنسانية في اليمن، أن "أكثر من 22 مليون شخص، أي 75% من نسبة السكان، يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية والحماية".
وتحتاج خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن لعام 2018 إلى 2.96 مليار دولار أمريكي، لتوفير مساعدات لنحو 18 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، بزيادة مليون شخص عن العام الماضي، بينهم 8.8 مليون لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم الغذائية التالية.