جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال افتتاح مؤتمر "اليمن.. تحديات الحرب وفرص السلام" الذي انعقد الخميس في إسطنبول.
وأضاف المرزوقي "نعم الحرب ستنتهي يوما ما وسيكون اليمنيون في موعد مع السلام، ولكن هناك سؤال يشغلني: كم من الضحايا الذين يجب أن يدفعوا الثمن حتى ذلك الحين؟ يجب أن نجند أنفسنا لمواجهة كل أعمال التوحش الحاصل في اليمن".
من جهتها، عبّرت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، عن أملها في وقف الحرب باليمن والعمل على بدء محادثات سلام للخروج بتسوية فعلية.
وأعلنت كرمان عن دعمها للدعوات الأميركية الأخيرة ومساعي المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، لبدء مشاورات سياسية خلال شهر من أجل التوصل إلى حل سياسي.
وأوضحت أن اليمن على أعتاب السنة الخامسة من الحرب، ولم يعد ينقص المواطنين المزيد من الخطابات والدعوات للاستهلاك الإعلامي والسياسي، وأن كل ما يحتاجه اليمنيون اليوم هو قرار حاسم ينهي الأزمة ويوقف حالة التشظي في البلاد.
السلام والحرب
وذهبت كرمان -ومعها أبرز المتحدثين في المؤتمر- إلى الدعوة لإيقاف الحرب بشكل فوري وإنهاء الحصار وتمكين الحكومة الشرعية من تنفيذ مهامها، مطالبين التحالف السعودي الإماراتي برفع أيديه عن اليمن والتوقف عن دعم المليشيات المسلحة وعصابات القتلة والمرتزقة.
وقدمت رؤية جديدة للسلام خلال المؤتمر، تتمثل في البدء بانسحاب السعودية والإمارات والإعلان عن إيقاف الحرب وكذلك استئناف العملية السياسية من حيث توقفت قبل أربعة أعوام، وتشكيل لجنة عسكرية برعاية الأمم المتحدة تشرف على سحب السلاح من جميع المليشيات الخارجة عن القانون وإعادته للدولة، ثم تشكيل حكومة وطنية من مختلف الأطياف، والانتهاء بإعادة إعمار البلاد.
من جانبه قال رئيس حزب غد الثورة المصري أيمن نور إن السعودية والإمارات إذا كانتا تريدان محاربة إيران، فعليهما إخراج الشعب اليمني من الصراع الذي يعصف به.
بدوره أكد نائب رئيس حزب العدالة والتنمية للشؤون الخارجية التركية جودت يلماز، على دعم حكومة بلاده لدعوات السلام والحل السياسي في اليمن، والتي يمكن أن تتحقق من خلال مشاورات واضحة وصادقة تُحتَرم فيها السيادة الكاملة لليمن، لافتا إلى أن اليمنيين لديهم القدرة على حل مشكلتهم بعيدا عن المصالح الخاصة بعدد من الدول والأطراف الإقليمية.
تبادل المصالح
في المقابل، لا يعول عضو البرلمان اليمني شوقي القاضي على الإدارة الأميركية الحالية في إنهاء الأزمة، مشيرا إلى أن الكثير من اليمنيين انقطع أملهم وتفاؤلهم بذلك لأن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تتعامل مع الوضع القائم بطريقة الابتزاز المعلن.
ويوضح القاضي بأن الأمل الوحيد المتبقي الآن هو أن يتحرك اليمنيون بفرض حلول منطقية، وأنهم إذا لم يبادروا إلى ذلك فقد لا يساعدهم أحد في حل مشكلتهم.
وعن المصالح الفعلية المتعلقة بالإدارة الأميركية وجديتها في حل الأزمة الراهنة، يشير الباحث اليمني نبيل البكيري -وهو أحد المشاركين في المؤتمر- أن الولايات المتحدة في صلب تكوينها هي عبارة عن تجمع لأكبر شركات صناعة السلاح في العالم، وبذلك فإن فرصة أي سلام حقيقي في العالم ليس من مصلحة شركات السلاح الأميركية.
كما أن هناك أيضا جانب آخر في منظور الأميركيين للسلام وهو السلام الذي تكون نتائجه لصالح النفوذ والمصالح الأميركية، بحسب حديث البكيري.