وهكذا فإن البنية التحتية لليمن أضحت هباء منثورا، وتفشت الأوبئة وسادت المجاعة أرجاء واسعة من البلد، كما انهارت أنماط الحياة التي تعودها السكان.
وينقل موقع ميديابارت الفرنسي عن كلير ها دونغ -الموظفة بمنظمة "أطباء بلا حدود"- التي أمضت عدة أشهر من عام 2018 باليمن قولها "العديد من الأشخاص الذين فروا بسبب القتال يعودون الآن لديارهم، حتى عندما تكون منازلهم على خط المواجهة أو بالقرب منه".
وتضيف دونغ أن اليمنيين أصبحوا يفضلون زراعة أراضيهم ومحاولة العيش بمجهوداتهم الذاتية كما كانوا قبل 100 عام، وذلك ضمن مجتمع ذي روابط عائلية قوية، بدلا من البقاء في مخيمات اللاجئين.
ويعود السبب في تفاقم هذه الوضعية إلى الحرب التي يشنها التحالف بقيادة السعودية والإمارات، وممارسات جماعة الحوثي بالمناطق التي تسيطر عليها.
فالسعودية تضرب حصارا بحريا على اليمن أدى لانخفاض كبير بقيمة العملة المحلية في بلد يستورد 90% من غذائه، وصعوبة في الحصول على عمل وبالتالي الحصول على راتب، في وقت تنفجر فيه القنابل عشوائيا على رؤوس المواطنين.
وقد استطرد موقع ميديابارت بعض جهود المنظمات غير الحكومية وبعض السياسيين في أميركا وأوروبا لوقف بيع الأسلحة إلى دول التحالف.
وشدد على أهمية وقف هذه الحرب، قائلا إن عدد ضحايا يونيو/حزيران 2018 من المدنيين هو الأسوأ منذ اندلاع هذا الصراع، كما زادت نسبة الوفيات بالأشهر الأربعة الأخيرة زيادة هائلة بلغت 164%.
ووفقا لرئيس لجنة الإنقاذ الدولية باليمن فرانك ماكمانوس، فإن "أغسطس/آب 2018 كان أكثر الشهور دموية، حيث بلغ عدد الوفيات 500 حالة بتسعة أيام" مضيفا أن التحالف نفذ منذ عام 2015 أكثر من 18000 غارة جوية، أي غارة جوية واحدة كل 99 دقيقة، استهدف ثلثها ضرب أهداف غير عسكرية".
المصدر: الصحافة الفرنسية