وأوضحت "نيويورك تايمز" أسباب لجوئها إلى نشر مثل هذه الصور، فكتب الصحافيان، إريك ناغورني ومايكل سلاكمان، أن "بعض القراء سيرغبون في إشاحة نظرهم عنها، والبعض الآخر سيريد معرفة الأسباب وراء نشرنا هذه الصور أصلاً".
وأضافا "نطلب منك النظر لأن هذه وظيفتنا كصحافيين؛ إعطاء صوت إلى الذين تُركوا وحدهم، إلى الضحايا، إلى المنسيين. مراسلونا ومصورونا يبذلون جهوداً كبيرة ويعرضون حياتهم للخطر غالباً للقيام بالمهمة هذه".
وحولت القراء إلى تقريرها بعنوان "مأساة حرب السعودية" الذي أعدّه الصحافي، ديكلان والش، والتقط صوره، تايلر هيكس. وأشارت إلى أن والش وهيكس كان عليهما "إيجاد طريقهما في بلد دمرته الحرب، واجتياز صدمتهما العاطفية".
وأشار ناغورني وسلاكمان إلى أن النقاشات الصعبة في نيويورك، حيث مقر الصحيفة، تبعت إعداد التقرير، إذ إن "قرار نشر صور الموت ليس سهلاً"، لكن "مأساة اليمن ليست نابعة من كارثة طبيعية. بل هي أزمة بطيئة الحركة سببها قادة دول أخرى على استعداد لتحميل المدنيين معاناة تفوق الطبيعة لدفع أجنداتهم السياسية".
وحاسبت الصحيفة الأميركية نفسها وزميلاتها، معترفة أن "الكارثة الضخمة فشلت بطريقة ما في جذب انتباه العالم بقدر ما فعل قتل رجل واحد هو الكاتب الصحافي في (واشنطن بوست) جمال خاشقجي، داخل القنصلية السعودية، في إسطنبول".
وأقرت أن الصور "نعم وحشية، ويصعب النظر إليها، لكنها تكشف الرعب الذي يعيشه اليمن اليوم"، وتركت القرار النهائي للقارئ "يمكنك اختيار عدم النظر إليها، لكن قرّر أنت".
لكن هذه المأساة اليمنية سببها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان الذي واظب الإعلام الأميركي، وخاصة "نيويورك تايمز"، على مدحه، عبر مقالات نجمها، توماس فريدمان، بصفته "الإصلاحي الذي سيجلب الربيع العربي أخيراً إلى المملكة العربية السعودية".
وبعد ساعات من نشر صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تقريراً حول الوضع المأساوي في اليمن والدور السعودي، حذف موقع "فيسبوك"، مؤقتاً، منشورات القراء الذين حاولوا مشاركة المقالة.
وتضمنت المقالة صوراً عديدة وثقت المجاعة التي يعانيها أطفال اليمن، في ظل الحرب الوحشية، وبينهم طفلة اسمها أمل (7 سنوات) تعاني الهزال لدرجة أن عظم الترقوة والقفص الصدري كانا ظاهرين للعيان. شارك عشرات الآلاف من القراء المقالة على فيسبوك، لكن بعضهم تلقى رسالة تبلغهم بأن المشاركة لا تتوافق ومعايير المنصة المجتمعية.
وعالج فيسبوك المشكلة، بحلول ليل يوم أمس الجمعة.
وأوضحت متحدثة باسم شركة "فيسبوك": "كما توضح معايير مجتمعنا لا نسمح بصور عارية للأطفال على (فيسبوك)، لكننا نعرف أن هذه صورة ذات أهمية عالمية". وأضافت: "نحن بصدد استعادة المشاركات التي أزلناها على هذا الأساس"، وفقاً لـ "نيويورك تايمز".
Some readers may ask why we are publishing photos of emaciated Yemeni children. The New York Times's @meslackman and @EricNagourney explain. https://t.co/8YsdEhnwmm