وقالت الصحيفة إن رحى حرب اليمن تدور في البحر أيضا، لكن مع وجود قدر أقل من المساءلة فالزوارق البحرية السعودية والإماراتية تسيطر على مياه البحر الأحمر حيث وقعت عمليات القصف وإطلاق النيران، فضلاً عن أن خمسا من هذه الهجمات استخدمت فيها مروحيات لا يملكها الحوثيون.
وفي إحدى المرات دفع مسؤولون سعوديون ما يقرب من 500 ألف دولار نقدا لأُسر الصيادين الذين لقوا مصرعهم في إحدى الهجمات.
وأشار كاتب التقرير ديكلان والش إلى أن النقد اللاذع لدور السعودية في الصراعات الطاحنة باليمن كان يركز دائما على الحرب الجوية، فالطائرات المقاتلة التي تقودها قوات التحالف والمحملة بالأسلحة والقنابل الأميركية قصفت تجمعات أعراس وجنازات وحافلة مدرسية، لقى على إثرها آلاف المدنيين مصرعهم.
ومع اختلاط الغضب -إزاء مقتل المعارض السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول على يد عملاء سعوديين- بالغضبمن حرب اليمن، اجتاحت موجة من السخط واشنطن وسط اتهامات للجيش الأميركي بالتواطؤ في جرائم حرب.
توبيخ رمزي
الأسبوع الماضي، صوت مجلس الشيوخ لإنهاء الدعم العسكري الأميركي للحرب التي تقودها السعودية فيما اعتُبر توبيخا رمزيا وقاسيا أيضا للرئيس ترامب الذي يقف إلى جانب الرياض. لكن حرب اليمن تدور رحاها في البحر أيضاً، لكن مع وجود قدر أقل من المساءلة. ففي البحر أيضا يلقى المدنيون حتفهم بأعداد كبيرة.
ولم يكن "آفاق" سوى واحد من ستة قوارب صيد يمنية على الأقل قصفتها سفن حربية ومروحيات وطائرة مقاتلة بعد مغادرة ميناء الخوخة الخاضع لسيطرة قوات التحالف جنوب البحر الأحمر على مدار فترة امتدت لأكثر من ستة أسابيع في أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول.
وأشار مراسل الصحيفة إلى لقاءات أجراها مع ناجين أدلوا فيها بشهادات مروعة لتلك المحنة التي عاشوها كتلك المروحية الهجومية التي دارت فوق رؤوسهم ست مرات قبل أن تمطرهم بوابل من الرصاص، وصيادون قفزوا من القوارب المشتعلة ليجدوا أنفسهم وسط مياه مستعرة، وناجون ظلوا في المياه أياما متواصلة يشاهدون في يأس أصدقاءهم وأشقاءهم يلقون حتفهم تحت الأمواج.
ومن بين الصيادين البالغ عددهم 86 صيادًا على متن القوارب الستة لقى 50 مصرعهم.
وألمح إلى أنه من الصعوبة بمكان تحديد المتورطين بالهجمات البحرية لا سيما في حرب تشوبها الفوضى والغموض كما هو الحال بحرب اليمن. فطرفا الصراع (قوات التحالف بقيادة السعودية والحوثيون المدعومون من إيران) نفذا هجمات بعرض البحر.
تحقيقات زائفة
غير أن خبراء بالشؤون البحرية ومسؤولاً سابقاً بالأسطول الأميركي ومحققين تابعين للأمم المتحدة وكثيرا من المسؤولين اليمنيين تحدثوا عن اشتباههم في أن قوات التحالف مسؤولة عن بعض الهجمات على الصيادين، إن لم يكن جميعها.
وتعد منطقة جنوب البحر الأحمر واحدة من أكثر الممرات المائية ازدحاما وأهمية تجارية وخطورة بالعالم. وهي أيضا منطقة حرب، حيث لقي عشرات المدنيين مصرعهم قبالة ساحل اليمن منذ بدء الحرب بقيادة السعودية عام 2015، والكثيرون من هؤلاء المدنيين كانوا مجرد صيادين اشتبهت قوات التحالف في أنهم مهرِّبون أو مراقبون تابعون للحوثيين.
وقد ذكر تقرير صادر عن الأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول أن أربعين صياداً على الأقل قتلوا أو تعرضوا للاختفاء ضمن 11 ضربة جوية ضد قوارب للمدنيين بين نوفمبر/تشرين الثاني 2015 ومايو/أيار 2018.
وفيما يتعلق بالتحقيقات، ذكرت نيويورك تايمز أنه عادة ما تحيل قوات التحالف الادعاءات الخاصة بوقوع ضحايا من المدنيين إلى الفريق المشترك لتقييم الحوادث -الذي تشكل بمساعدة الخارجية الأمريكية عام 2016- غير أن جماعات حقوق الإنسان تقول إن تحقيقات الفريق زائفة، وإنه قلما يجد أي خطأ فيما تقوم به قوات التحالف.