وحسب التقرير: "في أحد الأسواق المركزية وسط العاصمة اليمنية صنعاء، يقف إبراهيم (30 عاماً) إلى جانب أربعة أكياس من المواد الغذائية المعروضة للبيع وعليها شعار إحدى المنظمات الدولية، التي تقدم مساعدات إنسانية، حيث تنتشر ظاهرة عرض سلع غذائية مخصصة للإغاثة في شوارع وفوق أرصفة مختلفة بصنعاء وغيرها من المدن، وتتباين التقييمات بشأنها.
ويعرض إبراهيم أكياس الدقيق الأبيض، المطبوع عليها شعار برنامج الأغذية العالمي، بسعر 7 آلاف ريال يمني (نحو 14 دولاراً) للكيس، الذي يبلغ وزنه 50 كيلوغراما، أما الكيس بزنة 25 كيلوغراماً (نصف الكمية من الدقيق) فيباع بـ 3500 ريال، وهذه أسعار أقل مما يباع بها الدقيق بالطرق الرسمية.
وبمجرد استلام إبراهيم لسعر كيس ما، يسارع إلى جلب آخر من مخزن قريب من السوق، ويرفض الحديث بشأن تفاصيل الأمر، وما إذا كان يوفر الدقيق بنفسه أم أنه يعمل مع أحد التجار، ويُسرب الكمية المخزونة بأعداد محدودة.
ويشير التقرير إلى أنه بالقرب من المكان الذي يقف فيه إبراهيم، يتواجد صديقه حسن، الذي يبيع علب زيت الطبخ بأسعار تصل إلى 1800 ريال يمني، كما يبيع كيلو الفاصوليا بسعر 300 ريال، وكلاهما جزء من مساعدات توزعها منظمات إغاثية على النازحين، كما أن كميات من علب الزيوت رصدتها "دويتشه فيله"، تباع أيضاً في أحد المحال التجارية على الأقل، بالمنطقة ذاتها.
وتقول تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية إن ما يزيد على نصف سكان البلاد، بحاجة إلى نوع من المساعدات، بما في ذلك الملايين الذين يعيشون وضعاً يشبه المجاعة، ويعتمدون على المساعدات، منذ تصاعد الصراع في البلاد، قبل ما يقرب من أربع سنوات.
بعض هذه المساعدات، يقوم ببيعها أشخاص من ذوي الحاجة بعد تسلمهم لها من المنظمات الإغاثية، ويضطرون إلى بيعها للحصول على نقود يغطون فيها احتياجات أخرى لأسرهم، وهو ما يبدو واضحاً من خلال شهادات يمنيين، أفادوا بها حسب التقرير، أن نسبة عرض سلع إغاثية للبيع تزيد حول أحد مراكز النازحين، الواقعة بمنطقة عصِر غرب صنعاء، مع كل دفعة يتسلمون فيها المساعدات، لكن هناك من يعتقدون أن جزءاً مما يتم بيعه، يباع بصورة منظمة وبكميات كبيرة.
وتنتقد نبيلة صالح، أرملة يمنية وأم لثلاثة أبناء، تسكن أحد أحياء صنعاء في حديثها للقناة الألمانية، آلية توزيع المساعدات، حيث تسلمت معونة مرة واحدة فقط، كانت عبارة عن كيس طحين 50 كيلوغراماً وغالون زيت وكمية من العدس.
وأشارت في التقرير، إلى أنها سجلت مرتين، لكنها في الثانية تأخرت عن الموعد وأخبروها أنه لم يعد بالإمكان مساعدتها.
وتفيد نبيلة بأن أسماء المحتاجين تُكتب "عن طريق عاقل الحارة بإحضار البطاقة الشخصية ورقم الهاتف"، كما تتحدث عن وجود تاجر في المنطقة التي تسكنها تصله كميات من المواد الغذائية بصورة دورية، يقوم ببيعها بطرق غير قانونية.