يقول نعمان لـموقع قناة " بلقيس " استطيع تحمل ألم موته لكن ألم حياته كان سيكون أقسى وسيلازم الجميع طول العمر ، إلا ان مصطفى علي كان متمسكا بحياة طفلته " جنى " التي ولدت في الشهر الثامن من دون عظمة الجمجمة ، على أمل ان تتكون عظام مؤخرة الرأس مع السنوات، كما يقول.
ويضيف انه على الرغم من الاهتمام الخاص والسهر المتواصل الا انها لم تعش أكثر من خمسة أشهر.
تعيش الأسرة اليمنية والأم الحامل في اليمن تبعات الحرب الدائرة منذ أربع سنوات والتي خلفت أوضاع اقتصادية صعبة وضغوط نفسية وخوف ناتج عن المواجهات العسكرية وقصف الطيران مما انعكس سلبا على كافة نواحي الحياة.
التأثيرات المباشرة للحرب ومخلفات الأسلحة على تشوهات المواليد تحتاج إلى دراسة علمية وتحليلات طبية ، لكن هناك آثار غير مباشرة كالتشوهات الناتجة عن الفقر وسوء تغذية الأم ونقص الفيتامينات اللازمة للجنين والضغوط النفسية.
تقول الدكتورة ليلى ابو طالب أخصائية النساء والولادة لـ " بلقيس " التي توضح ان الأطباء لم يصادفوا أنواع جديدة من التشوهات يمكن اعتبارها أنها ناتجة عن استخدام الأسلحة.
الفقر أبرز الأسباب
وتتفق معها فهيمة الفتيح مديرة الإعلام بصندوق الأمم المتحدة للسكان بصنعاء التي تقول لـ " بلقيس ان ارتفاع مستوى الفقر الناتج عن استمرار الحرب السبب الأبرز لزيادة معدلات تشوه المواليد ، ومضاعفة معاناة الأسر التي تعيش أوضاع معيشية صعبة.
لا نستطيع ان نؤكد ان عدد تشوهات المواليد زادت خلال فترة الحرب لأننا لا نمتلك إدارة لترصد الظاهرة حتى قبل الحرب وليس لدينا إحصائيات عن الأعداد والبيانات حتى نعمل لها مقارنة ونؤكدها .. بحسب الدكتورة جيهان عبدالغني أخصائية النساء والولادة.
تقول أيضا انه تم إجراء دراسة نهاية العام الماضي لرصد حالات التشوه في مستشفيات الثورة العام والجمهوري والسبعين ومستشفى العلوم والتكنولوجيا بصنعاء خلال شهرين واتضح ان 20 مولودا من كل ألف يولدون بتشوهات خلقية.
وتضيف ان هذا عدد كبير وبالتأكيد الحرب لها علاقة بتشوهات المواليد والأجنة من خلال الإشعاعات التي تخلفها ونقص التغذية والتأثير على البيئة.
تشوهات قاتلة
عدم وجود عظمة الجمجمة وتكون الرأس من أنسجة رخوة فقط او ما يسمى برأس الضفدعة من التشوهات الخطيرة التي تودي إلى وفاة المولود وقد يقرر الأطباء إجهاض الجنين خلال فترة الحمل اذا اكتشفوا التشوه.
وتشير، ليلى أبو طالب أخصائية النساء والولادة ، إلى ان التشوهات الكبيرة كوجود سائل تحت الجلد بالكامل او أكياس داخل الكلى او الدماغ تعيق حياة الطفل وتؤدي إلى وفاته ، فيما هناك تشوهات يمكن معالجتها عن طريق الجراحة.
بحسب أخصائية النساء والولادة الدكتورة عبير رفيق، فإن ابرز الأسباب المؤدية للتشوهات الخلقية للمواليد تتمثل تلوث المواد الغذائية والأغذية المغلفة والمصنعة وسوء التغذية وانتشار الفيروسات، واستخدام الأدوية خاصة المتعلقة بالصرع والقلب ، وكذلك تناول المضادات الحيوية في الشهور الثلاثة الأولى من الحمل بالإضافة إلى زواج الأقارب والأمراض المنتشرة داخل الأسرة .
وتضيف لموقع قناة بلقيس ان التشوهات قد تكون داخل الجسم وخاصة في الجهاز الدوري والعصبي او تشوهات خارج الجسم.
وتؤدي التشوهات الكبيرة إلى سقوط الجنين خلال شهور الحمل الأولى او الأخيرة ، فيما يحصل الموت خلال الولادة او بعد 30 إلى 40 يوم.
وفي حين تشير دراسات طبية أن 94 % من حالات تشوه المواليد تكون في الدول الفقيرة، تقول تقارير الأمم المتحدة ان 4.5 مليون طفل وسيدة حامل و مرضعة في اليمن يعانون من سوء التغذية الحاد ووصل عدد الأشخاص الذين يحتاجون الرعاية الصحية الأساسية 14.8 مليون شخص فيما أصبح 1,900 مرفقاً صحياً من أصل 3,507 مرافق صحية في 16 محافظة يمنية إمّا غير عاملاً أو يعمل جزئياً.