من طهران مرورا بالرياض ومسقط وانتهاء بأبوظبي حمل بوريس حقيبته بفكرتين رئيستين بهدف عودة الأطراف السياسية لطاولة الحوار في محاولة لانعاش الركود الذي أصاب المفاوضات السياسية منذ اكثر من عام ونصف.
ترتكز أفكار جونسون على الضغط على طهران لاقناع مليشيا الحوثي بالعودة للمفاوضات والتخلي عن السلاح مقابل الضغط على الرياض لوقف العمليات العسكرية والسماح بوصول المساعدات وفتح ميناء الحديدة بالكامل امام حركة التجارة.
يرى الكثير من المتابعين للشأن اليمني ان الأفكار التي حملها بوريس فيها الكثير من الرومانسية وعدم الاطلاع بشكل كاف على مسببات الصراع ومواقف الحوثيين وحلفائهم من قضية نزع السلاح والقبول بتسوية سياسية بعيدا عن أسباب صعود مليشيا الحوثي وهيمنتها على الوضع داخل اليمن.
جونسون قال امام أعضاء البرلمان البريطاني ان حكومته تؤمن تماما بأن السبيل الوحيد لإنهاء هذا الصراع المأساوي هو التوصل لحل سياسي مشيرا الى انه طلب من طهران الضغط على الحوثيين للتوقف عن إطلاق صواريخ تجاه السعودية.
يمكن القول ان جونسون عاد من طهران والمنطقة بخفي حنين وهو يدرك ربما اكثر من غيره ان ايران لن تضغط على الحوثيين بل ستزيد من قيامها بامدادهم بالأسلحة النوعية والصواريخ طويلة المدى.
الوزير البريطاني لم يغفل الزيارة التي قام بها الى سلطنة عمان ولقاء السلطان قابوس باعتبار مسقط بوابة طهران واداتها الأقرب لحلفاءها الحوثيين في اليمن.
الكثير من الكلام قيل خلال جولة جونسون لكن الأفعال على الأرض مازالت صفرا ولا تبدو ان هناك أي مؤشرات للحل على الأرض.
هناك ضغط كبير يدور لوقف العمليات العسكرية تحديدا حول صنعاء والحديدة وهذا ما يجعل مليشيا الحوثي بعيدة عن أي ضغط سياسي او عسكري محليا وإقليميا ودوليا، فيما يستمر التحالف في اهدار فرص تحقيق تقدم عسكري وسياسي على الأرض ومنع تقدم القوات الكبيرة في الجبهات الأكثر أهمية لحسم الصراع.
وعلى هامش مل تلك التحركات خفتت الأصوات بخصوص ما تتعرض له البلاد من تداعيات إنسانية وصحية جراء استمرار الصراع ، الصمت المطبق وصل الى حد تجاهل الاحداث التي دارت في العاصمة صنعاء افضت لمقتل صالح وملاحقة أنصاره في عدد من المحافظات والتصفيات الجسدية للمئات من قيادات حزب الممؤتمر الشعبي العام.