استدعي المبعوث الأممي لتقديم تقرير أمام اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ، على نحو يزيد من ثقل الدور الذي يؤديه الاتحاد حيال الأزمة والحرب في اليمن وهو دور غير مريح بالنسبة للتحالف الذي يبدو أنه مضطر لخوض معركة الحديدة على وقع الضغوط الهائلة التي يمثلها استمرار الحوثيين في إطلاق الصواريخ البالستية بعيدة المدى على الرياض والمدن الأخرى في العمق السعودي..
وتتصدر اهتمام الاتحاد على ما يبدو أولوية إيقاف معركة الحديدة لدوافع تتعلق بالوضع الإنساني الصعب في هذه المدينة وتداعيات معركة تحريرها على الأعمال الإغاثية التي تستهدف ملايين اليمنيين.
ويوم الأربعاء القادم سيتوجه المبعوث الأممي إلى مدينة عدن العاصمة السياسية المؤقتة للبلاد، التي سبق وأن ألغي زيارة كانت مقررة له إلى هذه المدينة قبل أكثر من شهرين، في وقت لم تكن فيه الحكومة ولا الرئيس موجدين فيها ولأسباب تتعلق بالوضع الأمني الهش على خلفية الفوضى التي أثارتها التشكيلات العسكرية الانفصالية المدعومة من الامارات.
شهد المبعوث الأممي الحياة لأول مرة في هذه المدينة التي كانت ذات يوم مستعمرة تابعة للتاج البريطاني، وإليها يعود ليشهد ما تركته دورات الزمن القاسية من العنف والحرب على ملامح المدينة.
مصادر قريبة من مكتب جريفيث أوضحت أن المبعوث الأممي سيلتقي الرئيس عبد ربه منصور هادي، التي عاد إليها بعد غياب طويل، وذلك في إطار تحركات جريفيث المكثفة لاحتواء معركة الحديدة.
ووفقاً لهذه المصادر فإن المبعوث الأممي سيناقش مع هادي والحكومة الشرعية أيضاً الخطة الأممية لاستئناف عملية السلام خلال الأسابيع القادمة.
زيارة جريفيث إلى عدن تشير إلى عودة الثقل إلى دور الشرعية في المفاوضات التي تستهدف تقرير مصير البلاد، الذي طالما رأينا التحالف يتعمد تهميش هذه السلطة الشرعية ويحولها إلى مجرد غطاء لمشاريعه السياسية والعسكرية المنفصلة تماما عن أوليات المشروع الوطني لليمن.