من الطريقِ الرابطِ بين مدينةِ تعز وريفِها ذي المخزونِ البشري في مديرياتِ الحجرية، مرّت الحشودُ إلى الساحة، حيثُ انطلقتْ منها أولى هتافاتِ ثورةِ فبرايرَ السلمية.
محمد علي سعيد أحدُ شبابِ الثورةِ ورئيسُ المجلسِ الثوري، برفقةِ كاميرتِنا يستعيدُ محمد ذاكرةَ المكانِ عن واحدةٍ من أبرزِ المحطاتِ المصيريةِ في مسيرةِ فبراير.
كان النظامُ حينذاك قد قررَ تحويلَ المسارِ الثوري عن سلميته فأقدمَ على إحراقِ ساحةِ الحريةِ مساءَ التاسعِ والعشرين من مايو ألفين وأحد عشر، لتبدأَ بعدَها إجراءاتُ عزلِ المدينةِ عسكرياً.
صباحَ الثالثِ من يونيو تدفّقَ الشبابُ لإنقاذِ رفاقِهم، لكن رصاصَ العسكرِ توزّعَ على كافةِ مداخلِ المدينةِ ومنها مدخلُ الضبابِ الرئيسي.
(هنا يروي تفاصيل تشتت المسيرة تحت وابل النيران ولكنه قال بأن إرادة الشباب لم تنكسر)
مرَّ شبابُ الحجريةِ من عشراتِ الطرقِ الفرعية، وكذلك فعلَ آخرون ليشهدَ مساءَ ذلك اليومِ الدامي ميلادَ فجرٍ جديد.
شهيدانِ هنا، وآخرون في منافذَ أخرى، سقطوا شهداءَ وجرحى، وفي داخلِ الساحةِ أيضاً قدموا حياتَهم ثمناً لانتزاعِ السلميةِ من فوهاتِ البنادقِ لتعودَ الثورةُ إلى ساحتِها الأولى، ساحةِ الحريةِ في قلبِ تعز.