سيناقش هادي مع ولي العهد الاماراتي محمد بن زايد العديد من القضايا التي بالتأكيد سيكون في مقدمتها الملف الأمني الذي تمسك دولة الامارات العربية بمفاتيحه في عدن، وترفض التخلي عنه ولو جزئيا لصالح الحكومة الشرعية المتواجدة في عدن..
قوات الحزام الأمني في عدن وتبعيتها وتضارب الصلاحيات والاختصاصات بينها وبين الأجهزة الرسمية للدولة يبدو انها ستحتل حيزا كبيرا في النقاشات خصوصا مع تعامل قوات الحزام الأمني والسلطة المحلية في عدن كقطاع مستقل، لا يخضع لسلطة الرئيس هادي والحكومة الشرعية وهذا ما كشفت عنه احداث مطار عدن قبل أكثر من أسبوعين.
عقب احداث المطار تصاعدت حدة الخلاف وكاد ان يخرج عن السيطرة حين وصل الموضوع للاشتباكات وقصف قوات تابعة للحماية الرئاسية في محيط مطار عدن، وهو ما أدى بعدها لمغادر الرئيس هادي للرياض لبضعة أيام، ولم يتم تمرير قرار تغيير مدير امن المطار المدعوم من قبل القوات الإماراتية.
اعتماد التحالف على الدور الاماراتي في عدن والمحافظات الجنوبية تجاوز الجانب العسكري والأمني ووصل لحد السيطرة على الشق السياسي وتحديد مهام وصلاحيات الحكومة الشرعية كما كشفت العديد من الاحداث الأخيرة، والتي من ضمنها استثناء تواجد عدد من الشخصيات الحكومية من التواجد في العاصمة المؤقتة.
على المستوى الإقليمي والدولي تتحرك الامارات في الملف اليمني وفق مخاوفها المعلنة تجاه تكتل سياسي فاعل في اليمن، وتسعى لاستبداله بتكتل أخر يبدو أكثر تشددا وتطرفا لكنه اكثر ولاء لها، ولديه القدرة على تجاوز التراتبية الوطنية.
تعتمد الامارات على الجماعات السلفية وعدد من فصائل الحراك الجنوبي في التحرك على الأرض، ويسهم تعطل التحرك السياسي في تنامي نفوذها في عدد من المناطق المحررة، كما ان عدم تمكن الحكومة الشرعية من الجانب الاقتصادي يجعل أدائها أكثر صعوبة.
كان هناك رهان فيما مضى على تمكن الامارات من معالجة العديد من الإشكالات على الأرض من خلال تقديم معونات لتجاوز إشكالية تردي الخدمات في قطاعات الكهرباء والمشتقات النفطية، وغيرها غير ان أيا من ذلك لم يتم على الأرض، واستمرت ازمة المياه والكهرباء وانعدام المشتقات النفطية، مع تحسن نسبي في الجانب الأمني .
تبقى زيارة الرئيس هادي الى أبو ظبي والتقائه بالمسئولين الاماراتيين مهمة الى حد كبير من اجل وضع النقاط على الحروف، لكنها تكشف في الوقت ذاته عن غياب واضح للتحرك المؤسسي والرسمي وفق البرتوكولات المنظمة لعلاقات الدول ببعضها..