وأوضح بن دغر في حوار له مع صحيفة “الشرق الأوسط” أن أبرز التحديات التي تواجهه الحكومة في المحافظات المحررة هو الوضع الأمني، مشيرا الى أن حكومته تواجه حربا مع الحوثيين والقاعدة ، والعصابات الإجرامية التي تمارس أعمال النهب والسطو وقطع الطرق.
ولفت إلى أن المسألة الأمنية في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المحررة هي أولوية، ثم توفير الخدمات والمرتبات، مؤكدا أن الحكومة نجحت قياساً بما لديها من إمكانيات محدودة، ورغم المعارضة الشديدة، والتحريض الممول مالياً وعسكرياً وفي ظل غياب استراتيجيات توجه عملنا المشترك.
وقال بن دغر إن عدن لم تفتح ذراعيها للجميع، ولم ترحب بالجميع، وذلك في سياق رده عن التوظيف في الحكومة ودفع المرتبات، وذكر بأن هناك أصوات نقدية كثيرة بعضها موضوعي يطلب التصحيح، وأردف بالقول: “علينا أن ندرك بأننا لا نستطيع ترك القوى السياسية، ورجال الفكر والإعلام الذين فروا من وجه الحوثيين دون اهتمام، دون مصدر دخل”.
وأضاف إن الصراع في المحافظات المحررة من الإنقلاب يجري بين من يريدون استعادة الدولة بنظمها وقوانينها و سلطتها وهيبتها، ومن يعملون خلاف ذلك لمصالح خاصة.
وعن الوضع الاقتصادي وأسباب تدهور قيمة العملة المحلية قال بن دغر إن الريال اليمني لمؤامرة لعب فيها طرفان، ممثلا بالحوثيين الذين ضخوا نحو مائتي مليار ريال يمني في الأيام القليلة الماضية من الأموال التي كانوا قد استولوا عليها من البنك المركزي عندما اجتاحوا صنعاء، وبعضها من فائض نشاط الشركات والبنوك، والضرائب والجبايات التي يجنوها من الناس بقوة السلاح والطرف الآخر هم ممن يضاربون بالعملة في السوق أحيانا لأطراف مشبوهة.
وأردف: “اتخذنا جملة من الإجراءات العامة، كان من نتائجها في اليومين الماضيين تراجع قيمة الدولار من 670 ريالا إلى 580 وهذا يعني تحسناً ملموساً في سعر الريال اليمني، وأعتقد أنه سيتحسن أكثر في الأيام المقبلة”.
وتوقع بن دغر ارتفاع إيرادات الحكومة إلى نحو تريليون ريال يمني، (ملياري دولار تقريباً) هذا العام، وقال إنه وجه بصرفها على الرواتب، وبعض النفقات التشغيلية، وبعض مشروعات خدمية في المناطق المحررة، ويستفيد منها أكثر من نصف سكان البلاد.
وأضاف ان مايحدث من اشتباكات بين فصائلها العسكرية الآن لا مبرر لها، وصراع داخلي ليس له ما يبرره ويجب على جميع القوى احترام السلطات المحلية، فهي الممثلة للسلطة الشرعية، للرئيس وللحكومة، وعدم الالتزام للمحافظ والتمرد على أوامره يخلق الأسباب للخلاف والصراع.
وفي حين قال إن قرار معركة الحديدة يأتي ضمن قرارات مجلس الأمن في تحرير كل مناطق اليمن من سلطة الحوثيين، أكد أن موانع تحرير مدينة صرواح في مأرب بسبب احتفاظ الحوثيين بالمدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ كدروع بشرية يحتمون بها.
ولفت بن دغر إلى إن المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث قدم أفكاراً لحل الأزمة اليمنية “أصاب في بعضها وأخطأ في بعضها الآخر”، مشيراً إلى أن «عملية السلام في اليمن معقدة، والوصول إليها يبدأ بتمثل المرجعيات وينتهي بها”.
وأضاف أن غريفيث “كان يريد حلاً جزئياً في مدينة الحديدة، وقد أخبرناه بأن الحل الجزئي إذا لم يرتبط ويؤسس لحلول دائمة وشاملة وعادلة للأزمة فلن يكتب لها النجاح”.
وأشار الى أن المبعوث الدولي “كان يريد وقفاً لإطلاق النار، وقد أخبرناه بأننا لا نستطيع قبول ذلك ما لم يقبل الحوثيون إجراءات عسكرية وأمنية تسبق الحلول السياسية. أخبرناه بأن هناك حاجة مثلاً إلى إجراءات لبناء الثقة كأن يطلق سراح كل المعتقلين، لكن الحوثيين رفضوا”.