وأثار إعلان الانقلابيين مكافحة الكوليرا بـ"الخطابة"، موجة سخرية واسعة في أوساط الناشطين اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، والذين أكدوا أن "علاج عاهات وزارة الصحة الحوثية أكثر إلحاحاً وأهمية من علاج وباء الكوليرا".
وعلق آخرون على "شطحة" الحوثيين بالقول: "بدلا من اللقاحات التي قدمتها المنظمات الأممية والتي قاموا بمنع وصولها إلى مطار صنعاء أو تكديس التي وصلت في المخازن، وبيعها لاحقاً في السوداء، جاؤوا بالحل السحري وهو أنهم سيقومون بمكافحة الكوليرا عبر تعاويذ الخطباء والمرشدين، وبحملة سيشارك فيها "ستة آلاف و660 خطيباً ومرشداً دينياً".
وتساءل كثيرون، ماذا سيفعل كل هذا العدد من الخطباء والمرشدين للكوليرا، وقد أصبحت متفشية وأمراً واقعاً، وتحتاج للعلاج. واقترحوا عليهم توحيد جهودهم وطاقتهم بإقناع قادة الميليشيات الانقلابية وتوعيتهم دينياً وإنسانياً وأخلاقياً بعدم جواز نهب المساعدات الإغاثية والأدوية الخاصة بالكوليرا وبيعها للمواطنين في السوق السوداء، ومنع تلك التي لا يستطيعون نهبها، وإن ما يفعلونه حرام وقتل متعمد للأنفس.
وكانت وزارة الصحة في حكومة الانقلاب أعلنت قبل أسبوعين تأجيل الحملة العالمية للقاح الكوليرا، والتي كانت ستنفذها منظمة الصحة العالمية، مبررةً ذلك بما سمّته "أسباباً عملية"، زاعمةً أن تلك اللقاحات غير مجدية.
وحملت الحكومة اليمنية الشرعية، ميليشيا الانقلاب مسؤولية تفشي وباء الكوليرا في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وعرقلتها للجهود المبذولة لاحتوائها، بما في ذلك الاستيلاء على المساعدات الطبية والأدوية المقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والمنظمات الأممية والدولية، وبيعها في السوق السوداء.