لأكثر من عامين تواظب أمهات وزوجات وبنات المعتقلين والمخفيين قسرياً في محافظات عدن وحضرموت ولحج وأبين على عقدِ وقفاتٍ وإطلاق صرخات استغاثة للمطالبة بإطلاق العشرات ذويهن المعتقلين والمخفيين قسرياً.
ومع كل جثة هامدة يُلقى بها خارج المعتقلات الإماراتية في المدينة جراء التعذيب الذي لا يتوقف للمعتقلين والمخفيين قسرياً يستبد بهؤلاء النسوة الخوف والقلق والفزع من مصير مشابه قد يتعرض له ذويهن في هذه المعتقلات سيئة الصيت.
وقفة رابطة أمهات المعتقلين والمخفيين قسرياً تقرر أن تكون على مقربة من مقر إقامة الرئيس عبد ربه منصور هادي في قصر المعاشيق، بعد أكثر من أسبوع على عودة الرئيس وحكومته إلى العاصمة السياسية المؤقتة عدن بعد إبعاد قسري عن عاصمته استمر لأكثر من عام.
عادت السلطة الشرعية إذاً لتواجه هذه التركة الثقيلة من التحديات التي وضعها التحالف أمامها على أكثر من صعيد، فيما تبدو قضية المعتقلين البعد الأكثر حضوراً في مشهد العنف والقتل المستمر في عدن والذي حصد أربعة وعشرين أمامَ وخطيبَ مسجد واستهدف عشرات آخرين من الناشطين والضباط من الجيش والأمن.
صيحات ذوي المعتقلين والمخفيين قسرياً لم يعد بالإمكان إخفاؤها أو مداراتها، ولم يعد أمام الحكومة من سبيل سوى وضع حد لمعاناة هؤلاء الأسر وذويها الذين يقبعون في سجون سرية تقول الحكومة الإماراتية إنها باتت تحت إشراف الحكومة الشرعية، وذلك رداً على تقارير صحفية استقصائية كشفت عن أحدث الممارسات والانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون في هذه السجون من بينها الاعتداء الجنسي.
فرح الناسُ بعودة الرئيس وهاهم يلقون بحملهم الذي تنوء به الجبال على كاهله، مطالبين فقط بأن تقوم الدولةُ وأجهزتُها القانونية بدورها في التعامل مع هؤلاء المعتقلين وإنهاء معاناتهم.
لم تهنأ عدن يوماً بتحريرها ولا بعودة السلطة الشرعية إليها، فهل تستريح هذه المدينة بعد رحلة عناء لأكثر من ثلاثة أعوام في خضم الحرب والانفلات الأمني وعدم الاستقرار.