وحكى عبد الحكيم فارس في حوار خاص مع قناة بلقيس قصة 3 سنوات من التعذيب الشديد في سجون مليشيا الحوثي، مشيرا إلى أسماء معتقلين يمنيين وأجانب توفوا تحت التعذيب.
واعتقلت المليشيا الفنان المجري عبد الحكيم فارس والذي كان قد قدم لليمن لتعلم الموسيقى، مطلع عام 2015م بعد مداهمة ثلاثة مسلحين غرفته في أحد فنادق العاصمة صنعاء، وتم إيداعه سجن 14 أكتوبر.
وتحدث عن 7 معتقلين في سجن الأمن القومي بصنعاء بينهم ثلاثة ماتوا نتيجة التعذيب المباشر.
وقال ان المواطن الأمريكي جون هامين وصاحبه مارك ماكلويستر وصلا اليمن من أجل العمل مع إحدى الشركات التابعة للأمم المتحدة في أكتوبر 2015 وقام الحوثيون باعتقالهما مباشرة وسجنهما,
وأضاف ان أحد السجناء الأمريكيين تعرض لتعذيب شديد وكان يعطى له 15 حبة من الأدوية. مرجحا أن موته كان نتيجة للتعذيب ولم يكن انتحارا كما ادعى الحوثيون.
وأكد فارس ان أحد المعتقلين في سجن الأمن القومي بصنعاء واسمه علي معوضة قام المحقق بخنقه مباشرة حتى مات.
وتابع "مسعود البكيلي من محافظة حجة أحد الذين توفوا نتيجة للتعذيب في سجن الأمن القومي بصنعاء".
موضحا ان عادل الزوعري وأحمد المسلماني كانا من المعتقلين الذين يعانون من مرض في القلب وقد منع عنهما العلاج حتى توفيا.
ويروي تجربته الشخصية، فيقول إنه أسلم عن طريق أحد المشائح من أبناء الحديدة في المجر وانتقلت بعدها إلى اليمن عام 2005م.
وفي عام 2008م، بدأ العمل في البيت اليمني للموسيقى بعد أن تعرف على رئيس المركز عام 2009 وانتقل من صنعاء إلى الحديدة، حيث عمل لثلاث سنوات في التأليف الموسيقي والعزف وكانت أغلب أعماله مع المنشدين وليس الفنانين.
وفي عام 2011 أصدر ألبوما من ست أغان تتحدث حول ما يجري في اليمن.
يقول "لم أشعر أني غريب في اليمن وثقافة الناس وبساطتهم أعجبتني وأصبحت جزءاً من الناس بواسطة الفن، وأردت أن أكون سفيرا لليمن وأحاول تغيير الثقافة المغلوطة عن اليمنيين بأنهم يمارسون القتل والاحتراب".
ويشير الفنان المجري إلى ان الضابط محمد الأبيض هو من يقف خلف اختطافه وعملية سجنه بصنعاء، قائلا إنه "كان يريد أن يرفع ضدي قضية كبيرة ويتهمني بأن لدي ارتباطا بتنظيم القاعدة".
بعد 23 يوم من اعتقاله في قسم الشرطة، تم نقله إلى سجن الأمن القومي بصنعاء وكان الاتفاق على ترحيله من اليمن، حسب تعبيره.
ويضيف "وضعوا عصابة على أعيني أثناء اقتيادي إلى سجن الأمن القومي وفي الطريق أسقطوني في الأرض وأوسعوني ضرباً بالبنادق".
ثمانية أشهر هي المدة التي قضاها في سجن الأمن القومي، ولم يت التحقيق معه أو يعرف شيئا بشأن مصيره.
يقول ان ذلك "أسوأ شيء يعاني منه المعتقلون". مشيرا إلى انه التقي في السجن مع الدكتور عبد القادر الجنيد، وسجين يهودي اسمه يحيى حبيب وليس لديه أي قضية يستحق بسببها السجن.
وتعرض عبد الحكيم فارس للصعق بالكهرباء فوق منطقة القلب ما سبب له مضاعفات حتى الآن وأسقط في غيبوبة بشكل مفاجئ وبحاجة إلى تدخل جراحي.
وبحسب حواره مع القناة، فإن مليشيا الحوثي منعت عنه الأدوية لثلاثة أيام ووضعت القيود على قدميه.
يضيف ان "محمد عبدالله قاسم الضيفي كان يعمل قنصل لليمن في تنزانيا وتم سجنه في يونيو 2016 واتهم بالعمل مع الموساد الإسرائيلي".
ويتابع "جلست مع الصحفي يحيى الجبيحي لمدة سنة في زنزانة واحدة ولا يزالون يعتقلون ابنه حتى الآن من أجل الضغط عليه بعد أن أفرجوا عنه".
وحول قصف مقاتلات التحالف لسجن الأمن القومي في صنعاء. يقول عبد الحكيم فارس ان المشرفين على السجن هربوا وبقي المساجين لوحدهم، فيما حاول البعض الفرار وكسر الأبواب وأخذ الأسلحة من مخازن السجن.
ويوضح ان حسين راشد أحد المساجين من صعدة أطلق على نفسه ثلاث رصاصات ومات بعد محاولة الهروب من السجن.
كما يؤكد ان المليشيا حاولت تفجير سجن الأمن القومي وإعدام السجناء من أجل اتهام السعودية لاحقا بأنها من فعلت ذلك.
وبعد حادثة الأمن في سبتمبر 2016 تم نقل الجميع إلى سجن الأمن السياسي. لكن فارس لاحظ أن التعذيب في سجن الأمن السياسي أشد.
مشيرا إلى ان الحوثيين سجنوا أربعة أشخاص في حادثة التوراة التي تم تهريبها إلى إسرائيل، ومن بين الذين تم سجنهم مدير العمليات في مطار صنعاء وسمير شائع وعمار مكنون ومواطن يهودي اسمه ليبي سالم مرهبي.
ويؤكد ان قضية سجن بعض أبناء الطائفة البهائية ليس بسبب معتقدهم الديني ولكن بسبب الأموال التي لديهم.
ألف الفنان عبد الحكيم فارس أكثر من ثلاثين أغنية داخل السجن. ويقول أنه كتب قصيدة عن الحوثيين وغناها وقريبا سوف ينشر كليب الأغنية.
وينتقد صمت الدول الغربية على إرهاب مليشيا الحوثي. يقول أيضا "الموسيقى لن تغير الحال في اليمن ولكن نحاول أن نعرف العالم من خلالها بما يحدث في اليمن".