لم تكن الجمهورية في اليمن مفردة بسيطة أو نتيجة جاءت على طبق من ذهب، لكنها انبثاق من وجدان وأعماق الذين وضعوا الأهداف والرؤى والخطط، وقبل ذلك وضعوا أرواحهم على أكفهم في سبيل رفعة الشعب وتطلعاته الكبيرة.
التحرير في اليمن امتداد لذلك النهج السبتمبري، فعندما حضرت المليشيا غابت الدولة وعندما غابت الدولة غابت الجمهورية وغاب الشعب وغابت الأحزاب ودخل اليمن حالة من الغياب القسري المرير، ومن هنا بدأت معركة التحرير.
الأحزاب السياسية لم تكن بمعزل عن تفاعلات اللحظة اليمنية الراهنة، كانت ملتصقة باللحظة اليمنية، ويعدها مراقبون جزءاً من تعثر المشروع الوطني والدولة اليمنية الحديثة التي كانت العملية الحزبية رافعتها السياسية.
اللقاء المشترك أحد الروافع السياسية التي رفعت مطالب إصلاح النظام الجمهوري، وانخرط في الثورة والمقاومة، لكنه انفرط عقده ولم يعد ذلك الحامل السياسي المتماسك، على الرغم من التوحد السياسي خلف لافتة سبتمبر والجمهورية والشرعية.
يرى مراقبون أن ذلك التعثر السياسي سببه غياب الرؤية الموحدة للأحزاب السياسية تجاه استعادة الدولة، وكذا غياب ميثاق شرف عمل سياسي جمهوري يؤجل الخلافات الجزئية إلى مرحلة ما بعد إسقاط الانقلاب واستعادة الجمهورية.
أسباب كثيرة يعدها متابعون سببا رئيساً للفجوة الهائلة التي تتسع كل يوم بين مكونات العمل السياسي المؤمنة بالجمهورية كنظام حكم، وهذا بدوره خلق حالة من الانقسام السياسي والتراجع الى مربع النكاية والتغافل عن خطر المليشيا.
علاقة الأحزاب بالشرعية وعلاقة الأحزاب بالتحالف إحدى الإشكالات التي تشغل بال الرأي العام وأنصار الأحزاب ذاتها، خصوصاً أن الأحزاب تتسابق لكسب ود أطراف التحالف على حساب القضية اليمنية التي لم تعد ضمن أجندة التحالف.