منذ اللحظة التي أعلن فيها اليمن نظاما ديمقراطيا تعدديا قائما على الحرية السياسية وحرية الصحافة، لاتزال السلطة الرابعة في مربع القمع والمنع والانتهاكات.
في اليوم العالمي لحرية الصحافة، لا صحافة في شوارع المدن اليمنية، وباتت الأكشاش خاوية على أوراقها إلا من الصوت الواحد واللون الواحد الذي يمجد السلطة التي اغتصبت الحكم وأطلقت النار على الصحافة والصحفيين في جرائم وانتهاكات تم توثيق العديد منها بالصوت والصورة.
في ذاكرة اليمنيين العديد من الصور للذين فقدوا حياتهم وهم يوثقون الحقيقة ويغطون الأحداث، ابتداءً بخطوات أحمد الشيباني التي توقفت بفعل رصاصة قناص، مروراً بعدسة محمد اليمني التي توقفت عند اللقطة الأخيرة، وليس انتهاء بملامح محمد القدسي وكفاح عبد الله القادري.
الانتهاكات الجسيمة التي مارسها الانقلاب بحق الصحفيين اليمنيين بعضها لا شبيه له في المنطقة وربما في العالم؛ إذا ما تعلق الأمر بوضع الصحفيين دروعاً بشرية في مخازن الأسلحة، كما حصل للصحفي عبد الله قابل والصحفي يوسف العيزري.
بحسب نقابة الصحفيين، فإن ستة وعشرين صحفيا يمنيا قدموا أرواحهم ثمنا للحيقة خلال الأعوام الأربعة الأخيرة، ستة منهم قتلوا بالقنص المباشر، واثنان وضعا في مخزن للسلاح كدروع بشرية، في حين نجا ثلاثون صحفيا من القتل، ولايزال اثنا عشر صحفيا مختطفين لدى جماعة الحوثي وصحفي مختطفا لدى تنظيم القاعدة بحضرموت.
فور اجتياحها العاصمة صنعاء، وضعت المليشيا الحوثية يدها على وسائل الإعلام الحكومي، وأغلقت وصادرت كل وسائل الإعلام الأهلي والمستقل، وحجبت عشرات المواقع الإخبارية، وفرضت رقابة صارمة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي ظل توسع دائرة الحرب شهدت الأشهر الأخيرة سقوط العديد من الصحفيين بين شهيد وجريح، آخر الضحايا المصور علي أبو الحيا الذي أصيب بانفجار لغم في الساحل الغربي.