الناس من كل الأطياف؛ وكل منهم ثائر وضحية.
مسنٌّ يطالب بالقصاص من قتلة ابنه، بعد أن تاهت قضيته في أروقة المحاكم منذ سنوات، وموظف مفصول قسرا من عمله، وثالث مضى على اعتقال أحد ذويه سنوات دون محاكمة.
ورابع متفوق صادر النافذون منحته الدراسية، وخريجون من الجامعات لم يجدوا وظائف أو فرص عمل.
عززت فبراير ثقافة حقوق الإنسان والنضال السلمي كقيمة مدنية، ورفعت منسوب الوعي الجماهيري بأدوات التعبير عن الرأي، والأهم من ذلك أنها كسرت جدار الصمت حين يتعلق الأمر بانتهاك الحقوق، وكرست مبدأ المساءلة الشعبية في بلدان لم تعهد هذا النمط من الأصوات الحرة.
عامٌ ونيف، خاض خلالها اليمنيون معركة حقوقية عادلة، تحولت مدن الجمهورية إلى فعاليات مدنية وتجمعات سلمية، في مواجهة سلطة قمعية، أنتجت الأزمات والجوع وصادرت كرامة الإنسان.
سبع سنوات مضت من عمر النضال اليمني في سبيل الحقوق والحريات، استوت فيها خميرة الحرية، ولا تزال هتافات الثوار تتعالى في الأرجاء، تصارع من أجل الوصول إلى دولة العدل وسيادة القانون، رغم وطأة الثورة المضادة وإفرازاتها الكارثية.