ومن المدنيين إلى العسكريين برز حرص الجنود اليمنيين على مشاهدة المسلسل، رغم استمرار الحرب.
وفي هذا الصدد، يقول الجندي "عزام" (رفض ذكر بقية الاسم) لمراسل الأناضول، إن "المقاتلين الذين يتصدون لعدوان جماعة الحوثي و(قوات الرئيس السابق علي عبد الله) صالح وجدوا في المسلسل مبتغاهم".
وفي رأي "عزام أن المسلسل "يتولى إحياء روح التضحية والشجاعة فينا، كما يحثنا على مقارعة الظلم والاستبداد".
وعن كيفية حصولهم على حلقات المسلسل يقول عزام، إن "المقاتلين ينتظرون بفارغ الصبر موعد بث الحلقة الجديدة التي تأتي نهاية كل أسبوع" حيث يتوافق ذلك مع أجازة معظمهم القصيرة التي تكون لمدة يوم واحد أو يومين.
ويوضح أن تلك الأجازة يقضيها الجنود في معسكرات مخصصة للراحة أو في المدن القريبة من جبهات القتال في حال كان مسقط رأسهم بعيدا عن تلك الجبهات، حيث يحرصون على مشاهدة المسلسل، فور الحصول على الحلقات التي فاتتهم مسجلة من إحدى مقاهي الإنترنت.
الجندي "إسماعيل" (22 عاما)، يشير إلى أن الإقبال الكبير من المقاتلين والمواطنين على حد سواء على مشاهدة المسلسل، دفع ملاك مقاهي الإنترنت، لمضاعفة سعر بيع حلقات المسلسل ونقلها إلى فلاش (كارت ذاكرة إلكتروني) أو ذاكرة هاتف جوال، ليصل سعر الحلقة الواحدة إلى 150 ريال يمني (نحو 40 سنت/دولار)".
ويرى إسماعيل (يقاتل بمديرية نهم شرقي صنعاء) في حديثه للأناضول، أن العملية غدت سلعة رائجة بالنسبة لمقاهي الإنترنت في عدد من المدن اليمنية، مشيرا إلى أن بعض الجنود يشاهدون الحلقات عبر الهواتف الحديثة التي يستطيع بعضهم إدخالها إلى معسكرات الراحة.
وبالنسبة للطالبة الجامعية غيداء الناخبي، التي تدرس في كلية الآداب بجامعة عدن (جنوب)، فإن اهتمامها بمتابعة مسلسل "أرطغرل"، يرجع إلى حاجتها "لمعرفة تاريخ الأمة الإسلامية في الحقبة التي يتناولها المسلسل".
وتشير الناخبي في حديثها إلى أن المسلسل يعرض في الوقت الراهن، ومعظم أبناء الأمة مصابون بحالة من اليأس بسبب الواقع المحيط بهم، غير أن مجرياته "بدأت تفتح أبواب الأمل والتفاؤل لدى متابعيه".
وثمة رسالة يتضمنها المسلسل، برأي الناخبي، مفادها "أن ما نعيشه هي فترة محنة عابرة، وقد تجاوزت الأمة الإسلامية ماهو أسوأ منها، خاصة أن تلك الحقبة شهدت الحروب الصليبية وغزو التتار وسقوط عدد من عواصم الدولة الإسلامية وفي مقدمتها بغداد".